12 سبتمبر 2025
تسجيلمن المعلوم للجميع أن الله هومن أرسل الرسل للناس علی مر العصور، کي لا يکون للناس حجة علی الله من بعد الرسل، وقد قام الرسل بأداء الامانة وتبليغ الناس الی الحق وتنبيههم إلى الباطل، وقد بينوا للناس الهداية والضلالة بأحسن الطرق، فلا أحد بعد الله صاحب الدين والمرخص والمتكلم بأسم الدين، ولا فضل لعربي علی الاعجمي إلا بالتقوی والعمل الصالح، والتقوی مکمونة داخل القلب من حيث لا يطلع عليها أحد سوی الله عزوجل. لکن مما يثير الدهشة والاستغراب هوعمل أقوام بعکس هذا الفهم الصحيح، بل تمادوا في الطغيان وضلالهم الی أن وصلوا لدرجة يحلون لأنفسهم دم المسلمين وأموالهم، زاعمين بأنهم علی الحق وغيرهم علی الباطل، في حين أن الواقع يثبت عکس ذلك، وسلاحهم الفتاك للوصول الی هذا الهدف هواستخدامهم للأأمة والعلماء الذين يتحدثون بأسم الدين ويمثلون الدين، في حين ان أكثر هؤلاء العلماء رضخوا لمتطلبات السلطة الجائرة اما طوعا أوکراهية- ترغيبا أوترهيبا، فبرروا للظالمين أفعالهم الخاطئة، بل صوروهم للناس وكأنما هم ولاة أمر المسلمين المقسطين، وعلی ارض الواقع هم أبعد الناس عن الدين والالتزام بمبادئه الحنيفة، سواء علی المستوی الشخصي أوالعام، بل أكثر الاحيان يعملون بعكس ما أمر الله به، وبناء عليه يفر الناس من الدين بحجة ظلم هؤلاء، مع العلم ان هنالك علماء أجلاء قلائل لم يقبلوا بهذه السخرية بالدين والافعال الكفرية من الولاء والبراء وسفك دماء المسلمين وايذاء أولياء الله الصالحين و... الخ، ونتيجة لمواقفهم الانسانية والاسلامية أعتقلوا وحرموا من أبسط حقوق الانسان والعيش الكريم، لکنهم فازوا برضاء الله وسکينة أنفسهم ومحبة الناس. فيكفينا ان نأتي بدليل واضح علی انحراف هؤلاء الحکام والعلماء علی السواء من النهج القويم بالاستعانة بقول النبي صلى الله عليه وسلم، کما جاء في حديثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعودٍ أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (سِبَابُ الْمُسْلِم فُسُوقٌ وَقِتالُهُ كُفْرٌ). متفق عليه. علی سبيل المثال لوأخذنا بموضوع حصار قطر وقارناه بموضوع (السب) والذي يفسق به المسلم ونطرح سؤالا منطقيا ونقول: أيهما أشد وأسوأ تأثيرا؟ حصار جماعي علی شعب مسلم مسالم قولا وعملا، أم سب فرد واحد قولا؟ صحيح ان کليهما من الموبقات ولكن هناك هوة واسعة بين درجة الذنب والخطأ فيهما، فکيف لا نفسق هؤلاء الذين يعادون احباء الله الذين لم يقترفوا ذنبا بتفعيل حصار جائر أحادي الجانب عليهم؟ ومن الجهة المقابلة يرضخ هؤلاء الحکام لغيرهم من المسلمين ويهدونهم أموال المسلمين ويحرمون شعبهم من التنعم به! أي جنون هذا؟ بالله عليكم هلا قلتم لهؤلاء العلماء الذين باعوا آخرتهم: أليس منكم رجل رشيد؟ أي موقف يعتزون به كي يؤکدوا به للناس أنهم ورثة الأنبياء وملتزمون بسنة نبيه؟ بل ان هنالك آيات أشد لهجة لهؤلاء الذين يکتفون بالقول دون العمل حينما يقول الله عزوجل ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ الصف: 2- 3 أما بالنسبة الی الجزء الثاني: (قتال المسلم بمثابة الكفر) کما جاء في الحديث الذي ذکرناه آنفا، فانه معلوم وظاهر للعيان کيف ان جيوش دول الحصار تقوم بقتل المدنيين الابرياء في اليمن الجارة، وبالنتيجة أدانهم البر والفاجر علی أفعالهم الشنيعة، يجوعون الاطفال ويهتکون ألاعراض ويدمرون المنازل والمستشفيات والمدارس ويزعمون انهم علی الحق، أي منطق هذا؟ وأي دين يجيز ويبرر هذا الفساد في الارض؟ ومن جهة أخری يستخدمون نفس البطش داخليا لکنه بأسلوب آخر، ألا وهوإلصاق تهم الإفساد في الارض واثارة الفتنة ضد کل من يقول لهم کفاكم ظلما وفسادا في الارض، وبهذه الطريقة قطعوا رؤوس الآلاف ظلما وجورا، ناسين انهم استنسخوا أفعال الحکام والقساوسة لعصر القرون الوسطی المظلم في الغرب عندما کانوا يتحدثون باسم الله إجبارا للناس علی الامتثال لأوامرهم بهذه الطريقة. بل وصل الطغيان والفتك بالناس لديهم الی درجة انهم يعتزون بأفعالهم الشنيعة ولا ينکرونها علی الملأ ويسخرون من الضحايا، کما أکد هذا (النائب العام السعودي، سعود بن عبد الله بن مبارك المعجب) بشرائه الحلويات والمكسرات واصطحابها معه للمطار وأرسل رسالة بهذا الصدد وهو في تركيا في خضم التحقيق في مقتل المواطن والصحفي خاشقجي، کي يقول للعالم هكذا نفرح ونأکل الحلويات بمناسبة القتل من النوع الخاص جدا!.