17 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف نحول الاختبارات من قلق إلى متعة؟

05 يناير 2015

تبدأ اليوم اختبارات الباقة الثانية لطلاب المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، والتي تجرى خلال الفترة من 5 إلى 14 يناير الجاري. وقد سعت الإدارات المدرسية جاهدة إلى تهيئة الأجواء الدراسية المناسبة اللي تكفل للطلاب التحصيل العلمي والاستعداد للاختبارات خلال العام الدراسي، وتسخير جهود كادرها الإداري والتدريسي لمتابعة أبنائنا الطلاب من قبل الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين لتذليل العقبات التي قد تواجههم، سواء مشكلات أسرية أو ضغوطات نفسية، الأمر الذي يساعد على توثيق تواصلهم مع البيئة المدرسية. وتعد الأسرة والمدرسة من أبرز العناصر الأساسية في حياة الطالب واستعداده للتحصيل العلمي طوال العام الدراسي، إلى جانب استعداده النفسي لفترات الاختبارات، الأمر الذي يلقي على عاتقهما مسؤولية توفير البيئة النفسية والدراسية الملائمة لتحقيق النجاح. ومن المتعارف عليه علمياً أن السلوك لدى أبنائنا الطلاب يتأثر تأثيراً كبيراً بقرب موعد الاختبارات، إلا أن الطلاب تزداد عليهم الضغوط إذا لم تتعامل إدارات المدارس والأسر مع أبنائنا الطلاب قبل وأثناء الاختبارات بشكل تربوي مخطط له ومدروس، بما يخفف من توتر الطلاب ويقلل من الضغوط النفسية الواقعة عليهم عن طريق الإرشادات الموجهة، بمعنى أن القلق مطلوب للاختبار، وقد اتفق معظم علماء النفس والتربية على أن درجة مناسبة من القلق تدفع الطلاب نحو التعلم. فالقلق المعتدل لدفع الطلاب إلى الاستذكار والاجتهاد، وهو ما يسمى "القلق الدافع". بينما القلق الزائد يؤدي إلى حالة من الانفكاك المعرفي والارتباك، كما أن انعدام القلق يؤدي إلى ضالة الإنجاز.فقد أكدت الدراسات العلمية إلى أن قلق الاختبارات يشكل طاقة شعورية ولا شعورية للإنجازات العقلية التي تتيح تشكيل بصيرة الفرد وأهدافه أو قد يكون عائقاً للعملية العقلية الأكاديمية في ضوء حدته ومستوياته، وبهذا قد يكون قلق الاختبار "أحياناً" عاملاً مهماً من بين العوامل المعيقة للإنجاز العقلي والأكاديمي بين الطلاب في مختلف مستوياتهم الدراسية، وبالتالي نؤكد على ضرورة التهيئة النفسية الذاتية لأبنائنا الطلاب مثل الاستعانة بالله والتوكل عليه والدعاء بأن يوفقهم الله. التفاؤل بالنجاح والحذر من (التفكير السلبي)، تنظيم الوقت، اختيار المكان المناسب وترتيبه الاستعداد البدني والذهني: الابتعاد عن السهر الزائد، وأخذ الكفاية من النوم والراحة، فذلك مما يساعد على التركيز والاستذكار، التغذية المناسبة لأن سوء التغذية والإرهاق الجسدي والذهني من أهم العوامل التي تجعل الطالب غير قادر على المذاكرة والاستيعاب والتحصيل. البعد عن كافة المؤثرات الخارجية التي تشغل عن المذاكرة، مثل الضوضاء الناتجة عن الراديو أو التليفزيون، أو متابعة الأحداث الرياضية التي قد تستقطع جزءاً مهماً من وقت الطالب. الحرص على الانضباط في الحضور قبل موعد الاختبار بوقتٍ كاف.عزيزي الطالب الامتحان يقيس معلوماتك ولا يقيس شخصيتك، وبالتالي أدعوك للتفاؤل والإيجابية، وأذكرك بقول رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم ): تفاءلوا بالخير تجدوه، فإذا تفاءل التاجر بالربح وجده، وإذا تفاءل المريض بالشفاء وجده، وإذا تفاءل المزارع بالحصاد الكبير وجده، وأنت عزيزي الطالب إذا تفاءلت بالنجاح والتفوق وجدته، فكن متفائلاً في حياتك.دعواتي بالتوفيق والنجاح لأبناء قطر. فلسفتي كلمات تفتح الأبواب المغلقة.