13 سبتمبر 2025
تسجيللبى المئات من أهل قطر الخيّرين نداء فاعل خير للصلاة على أحد كبار السن ممن ليس له أهل ولا أقارب في قطر، وقد أحدثت تلك الرسالة التي أرسلها فاعل الخير هذا تفاعلا كبيرا وردة فعل واسعة ليست مستغربة على أهل قطر الذين غصّت بهم مقبرة مسيمير ظهر السبت الماضي وكشفت عن معدن هذا الشعب الأصيل الذي جُبِلَ على الصفات الحميدة وحرصه على أعمال الخير والبر وتفاعله الدائم مع كل المبادرات الخيّرة.فمنذ سالف العهود وأهل قطر وحكامها معروفُ عنهم شغفهم وحبهم لعمل الخير أينما كان وبتآلفهم وتآخيهم ووقفاتهم المشهود لها عند كل الشعوب، وهذه الصفات ليست بمصطنعة وإنما هي نابعة من معدنهم الأصيل ومما تعلموه ونهلوه من دينهم الحنيف ومن العادات والتقاليد التي استمدوها من آبائهم وأجدادهم على مر العصور.وما يزيدنا فخراً كقطريين هو ما نلمسه من تواضع جم من قبل حكامنا وانصهارهم وتآلفهم مع رعيتهم حتى أن الغريب أصبح مذهولاً من حجم هذا التواضع الذي لا يفرّق بين الحاكم والمواطن لأنهم ومنذ تأسيس هذا الوطن متداخلين وملتفين بأبناء وطنهم يؤلمهم ما يصيبهم ويُفرحهم ما يسرهم، هذه الصفات التي تتحلى بها القيادة وشعبها جعلت سيرة قطر على كل لسان لتستحق بأن يكون شعبها من أطيب الشعوب ليس على مستوى منطقتنا الخليجية فحسب وإنما على مستوى محيطها العربي والإقليمي والدولي.يذكر لي أحد الأشقاء الخليجيين والذي زاملني في مرحلة البكالوريوس بجامعة قطر وعاش معنا ذكريات جميلة عالقة في الأذهان لم ينسَ معها أصدقاءه وظل حتى ساعتنا هذه يتواصل معنا ويزورنا بين فينة وأخرى، يذكر لي بأنه كان مسافراً برفقة عائلته لإحدى الدول الخليجية على طريق البر وحدث لسيارته عطل فني جعله يتوقف على قارعة الطريق وكان ذلك في ليلة شتاءٍ قارس، يقول: بقيت على الشارع ألوّح للسيارات علّها تقف لمساعدتي ونقلي أنا وعائلتي إلى أقرب محطة أو منطقة إلا أنني بقيت حوالي 3 ساعات دون أن يتوقف أحدٌ لي حتى مرّت من أمامي سيارة قطرية توقفت بعد أن فاتتني بمسافة لتعود متوجهةً لي على عجل، وكنت أقول في نفسي قبلها بدقائق: "لو أن قطرياً يمر ويشاهدني لما تردد أبداً للوقوف لمساعدتي"!! فسبحان الله الذي كتب لي مرور هذا الشاب وكأنه يقرأ ما يخالجني من أفكار وأحاسيس.قام الشاب القطري بالعرض على هذا الرجل بأن يأخذ أسرته ليذهب إلى المكان الذي يريد ويظل القطري عند سيارته المتعطلة ليصلحها ثم يلتقيه بعدها، إلا أن الخليجي شكر له كرمه وشهامته وفضّل أن يقوم بنقله إلى المنطقة القريبة لكي يبات فيها ومن ثم ينقل سيارته لتصليحها في تلك المنطقة.ونحن طبعاً عندما نذكر هذه الحادثة فإننا نؤكد بأن كل أبناء الخليج لديهم من الشهامة والخلق ما يجعلهم حريصين على مساعدة الغير، ولكننا سردنا هذه القصة كما رواها لنا أخونا الخليجي والتي تؤكد ما يتسم به ابناء قطر من طيب خلق وكرم وشهامة توارثوها أباً عن جد وأصبحت مثالاً يحتذى به أمام شعوب العالم.هؤلاء هم أبناء قطر يشرفونك في الوطن ويرفعون سمعتك في الخارج، أدامهم الله عزاً وشموخاً لهذا الوطن المعطاء.فاصلة أخيرةأتدري ما معنى قول المظلوم "حسبي الله ونعم الوكيل"؟أي أنه نقل ملف القضية من الأرض إلى السماء!!ليتك يا ظالم تعي ما قد يحل بك أمام جبار السماوات والأرض!!