11 أكتوبر 2025
تسجيللا يوجد شيء دائم سوى وجهه سبحانه وتعالى، فلا منصب دائم ولا كرسي ثابت فكما أن الكرة الأرضية دائرية وغير ثابتة كذلك المنصب، ولذلك تقول الحكمة: "لو دامت لغيرك ما وصلت إليك"، وهذا ما ينطبق على أي مسؤول كان.واللافت للانتباه أن بعض المسؤولين "متعجعجين" بالكرسي لا يكادون ينفكون عنه فتمر السنون والدهور ولا نزال نسمع ونرى بأن "فلاناً" ما زال مديراً والقرارات كما هي من القرن العاشر إلى يومنا هذا، لا تطوير ولا تقدم.. دون أن يُمنح الآخرون ممن هم أكثر كفاءةً فرصة لإبراز دورهم في مثل تلك المناصب الكبيرة، على عكس البعض الآخر ممن يحاولون تطوير الجهة التي يمسكون زمام أمرها، مهما طال وقت بقائهم في المنصب. كرسي حلاق... يجلس أحدهم عليه مؤقتاً... فينتهي دوره فيتحرك الكرسي لوهلة وبعدها يتزحزح عنه المسؤول، فهذه هي دورة الحياة، ليس هناك شيء ثابت على حاله، وكما يقولون "دوام الحال من المحال". والعبرة هنا فيمن يترك هذا الكرسي وراءه ودعوات الآخرين تتبعه..يترك له بصمة جميلة...وأثر خطواته واضح لا يزول مع مرور الزمن...فيكفي أن يُقال في غيابه "الله يذكره بالخير"!فلم يسلك طرقاً ملتوية للوصول إلى مصالحه الشخصية..ولم يبع ذمته وضميره من أجل سفاسف الأمور..ولم يُفضل "فلانا وعلانا" لأنهم من أهله وقبيلته كما يفعل البعض.. كرسي حلاق...فمن جلس عليه... يتحمل ذلك الثقل الذي سيقع على كتفيه..ومن لم يستطع... فالتزحزح عنه أفضل.. ولكن قلّما يفعل ذلك المسؤولون...هناك من المسؤولين من يعلم أنه لا يستطيع إدارة الأمور ويرى أخطاءه نصب عينيه ومع ذلك مُصر على الجلوس و"التربع" على الكرسي... جلّ من لا يسهو يا سعادة الوزير...خطأً تلو الآخر يرتكبه المسؤول... والوزير "يا عيني عليه" ملتزم بالصمت...مسؤول آخر "متفرعن" على غيره... والوزير يقول "معليه قلبه نظيف"!!أمور كثيرة محزنة ومفجعه يرتكبها بعض من أصحاب الكراسي وما زالوا ملتصقين بها!ومسؤولون آخرون يُشد بهم الظهر... انجاز...ابداع....ابتكار... لو أخطأوا خطأً واحداً ينسف الوزير كل ذلك ويُركز على الخطأ! ليش؟ ليش؟ ليش؟معايير مجحفة يتم تطبيقها من قبل البعض وفقاً لمكانة المسؤول المخطئ، فإن كان هذا المسؤول "ولد فلان" فإن الوزير يكون من جانبه غفورا رحيما، وإذا لم يكن المسؤول "ولد حمولة" وأخطأ فإن الوزير يكون من جانبه شديد العقاب...ماتعصبنيش سعادتك! يلتزمون الصمت في معظم الأوقات... ويغضون أبصارهم عن أخطاء البعض ولو كانت عظيمة! فقط لأن المكانة الاجتماعية تلعب دورا! ولأن فيتامين "واو" هو امبراطور هذا الزمان... وفي حضرته يقول القانون "أنا طوع أمرك يا سيدي"!.. مسؤولون كبار يقف على شاربهم الطير لا يستطيعون ردع مدير متعجرف... أو رئيس ظالم... فالموازين مختلفة... ومتغيرة... فلقد أصبحنا في زمن نقول فيه ما قاله "قحطه": "الله.. راحوا الطيبين... راحوا الطيبين... ويو اللي محصلين لهم بيزتين... بيقصون علينا وبيسوون روحهم رياييل"!. الوزير يُفترض أن يكون بابه مفتوحا للجميع... ولكن يود البعض ألا يسري في مكتب سعادته الأكسجين طمعاً به لأنفسهم، وفي المقابل تجدهم يمكثون بالساعات معه! هذا ما يحدث في بعض الوزارات وبذلك لا يجد الكثير من الموظفين من يسمعهم! للأسف! حسافة! غميضة! مسؤول... يحث موظفيه على الالتزام في الحضور والانصراف وهو يقوم بتسجيل حضوره في تمام الساعة العاشرة صباحاً، قمة في التناقض، وعند محاسبته يقول بأنه من غير المناسب أن يتم توجيه اللوم إليه بحكم موقعه كمسؤول! يا لهوي؟مسؤول آخر ينثر مدحه وثناءه على موظفي جهة أخرى متناسياً موظفيه، مصيبة! فكما يقول المثل الشعبي "عين عذاري تسقي البعيد وتخلي القريب" وهذا ما ينطبق على المسؤول الذي يذهب خيره للغير باخلاً به على من يستحقونه... ختام الحديث: أعلم أنني في معظم المقالات "أجيب العيد" ولكن الضرورات تبيح المحظورات! خاصةً إذا لم يجد المظلوم من يسمعه... بريدي الالكتروني ممتلئ بآهات وآلام الكثيرين... لكن لساني عاجز عن التعبير... وللحديث بقية...