16 سبتمبر 2025

تسجيل

بين التذمر.. والمبادرة!

05 يناير 2014

أبدأ معكم مقالة هذا الأسبوع بسرد قصة تختصر الكثير من المعاني التي أريد أن اوصلها لكم عبر هذه السطور، يحكى أن أحد حكام الصين وضع صخرة كبيرة على أحد الطرق الرئيسية فأغلق الطريق تماماً ووضع حارساً ليراقبها ويخبره بردة فعل الناس، مر أول رجل وكان تاجرا كبيرا فنظر إلى الصخرة باشمئزاز منتقداً من وضعها، فدار هذا التاجر من حول الصخرة رافعاً صوته قائلاً " سوف أذهب لأشكو هذا الأمر، سوف نعاقب من وضعها".ثم مر شخص آخر وكان يعمل في البناء، فقام بما فعله التاجر لكن صوته كان أقل علواً، ثم مر ثلاثة أصدقاء معاً في عمر الزهور وقفوا إلى جانب الصخرة وسخروا من وَضعِ بلادهم ووصفوا من وضعها بالجاهل والأحمق والفوضوي، ثم انصرفوا إلى بيوتهم.مر يومان حتى جاء فلاح عادي ورأى الصخرة فلم يتكلم وبادر إليها مشمراً عن ساعديه محاولاً دفعها طالباً المساعدة ممن يمر فتشجع آخرون وساعدوه فدفعوا الصخرة حتى أبعدوها عن الطريق، وبعد أن أزاح الصخرة وجد صندوقاً حُفر تحت الأرض، وفي هذا الصندوق قطع من ذهب ورسالة مكتوب فيها " من الحاكم إلى من يزيل هذه الصخرة، هذه مكافأة للإنسان الإيجابي المبادر لحل المشكلة بدلاً من الشكوى منها".كلما استرجعت سرد هذه القصة أعود لأتأمل حال البعض في مجتمعنا، وكم المشاكل التي نعاني منها ونستطيع حلها بكل سهولة لو توقفنا عن الشكوى والتذمر وبدأنا بالحل والعمل فقط!! في حياتنا العامة وعبر عدد من وسائل الإعلام او شبكات التواصل الاجتماعي وعبر اللقاءات العابرة ألمس عدد من الشكاوي والتذمر من الأوضاع المحيطة بنا، دون أن أسمع حلول لهذه الشكاوي أو مقترحات مصاحبة، وكأن من يتذمر يبحث عن عصى سحرية تغير الأحوال بلمسة زر!!!المجتمع بحاجة إلى مبادرين ينهضون به، وهم بكل تأكيد متواجدين بيننا، ولكن نحتاج للمزيد منهم حتى نرتقي بهذا الوطن ونتشارك في بنائه وتنميته وتطوره. إذا دققنا النظر في الحياة من حولنا لا يمكن أن نجد إنسانا ناجحا أو قائداً مهما كان دوره، إلا وتوفرت فيه ميزة المبادرة وروح الهمة العالية، فلا قيادة دون مبادرة، ولا مبادرة دون القدرة على التعامل مع (الآن) أي الحاضر بكل تفاصيله والمحاولة في وضع حلول موضوعية للمشاكل مهما كان مستواها، والتعاون مع الأفراد والمؤسسات في وضع أفكار إيجابية، وعدم الاكتفاء بلوم الآخرين فقط. صوت: — المجتمعات الناجحة تعتمد على روح المبادرة والتعاون والبدء، لا التسويف والتذمر والتقاعس.. ودمتم،