27 أكتوبر 2025

تسجيل

مــــــــــــاذا فعـــــــــل بـــــــــي المــــــــــونــــــــــديــــــــــــال ؟!

04 ديسمبر 2022

من المعروف عني ورغم عملي الغارق في الرياضة لا سيما كرة القدم فأنا لا أميل أبدا لحب هذه الرياضة وقد كنت أغرد دائما بأنه حين يقترب كاس العالم في قطر سوف أعطل حسابي لحين انتهائه لأنني أعلم حينها بأن تويتر كله سوف يكون حينها عبارة عن تغريدات عن كرة القدم ومستويات المنتخبات فنيا وسير المباريات، وهذا لن أطيقه في وقته وهو بالفعل ما كنت أقوله حينها ولكن – ويا حب حرف الاستدراك هذا حين يعترض سير مقالي – منذ أن اقترب انطلاق المونديال على أرضنا واشتعلت الحملات الممنهجة والهجمات المتتالية الغربية على استضافة قطر لكأس العالم، وقد كنا نظن أنه بعدما بات الأمر واقعا لا خلاص منه وأصبح المونديال ينحدر ليومه المعروف وساعته المعلومة أن كل هذا بات سببا كافيا لأن تغلق جميع الأفواه المفتوحة وتُسد جميع الأبواب المشرعة على مصراعيها ضدنا لكن لا للأسف فالحملات تضاعفت والهجمات تزايدت ووجدت نفسي أستل قلمي وأنبش خزانة أفكاري وأكتب وأغرد دفاعا عن هذا الوطن الذي مارس حقه الكامل كدولة حرة لها سيادتها واستقلاليتها وإمكانياتها وقدراتها وثقتها بالله ثم بنفسها بأنها كما استطاعت أن تنتزع حق استضافة المونديال لنفسها بتوفيق من الله أولا ثم بفضل ملف الترشح الذي قدمته ونال على إعجاب المجلس التنفيذي في الفيفا فإنها تستطيع أيضا بحول الله وقوته أن تمضي حتى يتحقق الحلم واقعا ولذا فقد دافعت عن هذا الحق لإيماني بقدرة بلادي على أن تظل محتفظة بحقها حتى النهاية ولذا مارست ما أجيده والحمد لله وهو سلاح القلم هنا وترجمة الأفكار لتغريدات لم يكن يهمني أن تصل إلى من يجب أن تصل إليهم ولكن كان هذا واجب كل صغير وكبير ومواطن ومقيم ومحب لهذا البلد أن يفعله وبالصورة التي يحسنها، ومضيت شخصيا حتى وصلنا لساعة الصفر وبت متحمسة لحضور المباريات والافتتاح وتلمس كل شيء بعيني وبقلمي وبجهودي باعتباري عاملة في هذا الوسط، ولم أكن حينها أستطيع أن أصف شعوري بأن كأس العالم في قطر سوف يغير اهتماماتي 180 درجة وسوف أتابع كل مباراة وأحلل كل هدف وأعترض على أي إنذار للمنتخبات التي أهواها وأحزن لخسارة منتخبنا ثم خروجه، وأكاد أطير من الفرح لفوز منتخباتنا العربية وأحصي الفرق المتأهلة لدور 16 وأحلل المستوى الفني المتدني لمنتخب الأرجنتين والبرازيل وهما من أود أن يحظى أحدهما باللقب الغالي والأكبر في كرة القدم العالمية، وكل هذا لأن هذا المونديال هو المونديال الذي يقام الآن على قطر واليوم هو اليوم الثاني من دور 16 وما زلت على عهدي أنتظر المباريات التي لم أسع لشراء تذاكر دخولها ومشاهدتها في الاستاد لإحساسي بانني لا أميل لها، ومع هذا فأنا أنتظر مشاهدتها وكأنني لأول مرة أتعرف على كرة القدم وأسماء اللاعبين وباتت جل تغريداتي عن الكرة والمونديال والمشجعين وأجواء كأس العالم، وهي النسخة الاستثنائية فعلا التي وعد سمو الأمير حفظه الله بتقديمها للعالم، وقد أوفى في ذلك تماما، فهل بعد كل هذا يسعني أن أكتب مقالا سياسيا أو في أي مجال آخر غير هذه الأجواء المونديالية التي كنا حقيقة نتخوف من أن نخوضها خشية أن يكون هناك أي تجاوزات فكرية أو دينية أو أخلاقية تكون ضريبة مدفوعة جراء هذه الاستضافة حسب معايير الفيفا المتبعة في كل النسخ السابقة لكأس العالم، لكن والله ويشهد الله أن هذا ليس كلامي فقط بل بات كل لسان مواطن ومقيم وزائر وسائح ومشجع وعابر سبيل في قطر يقول إن هذا المونديال من أعظم إنجازات قطر التي أهدتها باسم كل عربي وعربية لأن بلادي عرفت كيف تقنن المسائل العالقة كلها وتحافظ على هويتها وثقافتها وعروبتها ودينها والتزامها الفكري والأخلاقي بصورة لم تمنعها من أن تخرج بصورة البلد المتحضر الذي يقف اليوم متباهيا من نظرة الإعجاب الكاملة التي يرمقها به العالم والدرجة الكاملة التي استحقها والحمد لله.