11 أكتوبر 2025
تسجيلفي خضم الحرب التسويقية بين أكبر وأشهر شركتي مشروبات غازية بيبسي وكوكاكولا، حيث حاولت شركة بيبسي أن تثبت بأن مشروبها أفضل، فقامت بحملة إعلانية عبارة عن تجربة علمية، حيث يطلب من الشخص تجربة مشروبين في أكواب عادية بدون كشف اسم المشروب، وكان قرار أغلب الناس أن بيبسي مذاقه أفضل. فقام بعض الباحثين بتكرار التجربة ولكن بطريقتين مختلفتين: الطريقة الأولى عن طريق إخفاء اسم المشروب، والثانية بإظهار اسم المشروب، فكانت النتيجة أنه عندما تم إخفاء اسم المشروبات فإن الأغلب وقع اختيارهم على بيبسي، ولكن عندما تم إظهار اسم المشروب فإن أغلب الناس تختار كوكاكولا! بمعنى آخر، فإنه بالرغم من أن الناس تعرف يقيناً بأن مذاق بيبسي أفضل من كوكاكولا، ولكنها لا تزال تفضل مشروب الكوكاكولا، وهو ما يعرف في أوساط الأكاديميين الذين بحثوا هذه الظاهرة باسم "متناقضة بيبسي Pepsi Paradox". يعزو الباحثون السبب في ذلك الى أن شركة كوكاكولا استمرت لعقود طويلة تقوم بحملات إعلانية تخاطب فيها المشاعر والأحلام وليس العقل، وذلك بتعزيز هوية كوكاكولا وبناء صورة ذهنية عن طريق ربط المشروب بمجموعة من القيم مثل السعادة والصداقة والعائلة، فنجحت في زيادة المبيعات وكسب محبة الناس للمشروب. لقد أصبح المستهلكون يفضلون منتجات من شركات معينة دون غيرها لا لجودتها أو منفعتها، بل للشعور المصاحب لها، والذي زرعته الإعلانات التسويقية. قس على ذلك الساعات الفاخرة أو السيارات الفارهة، والتي تخطت عند الناس منفعتها لمعرفة الوقت أو التنقل. راجع سلوكك الاستهلاكي، وتعرف على دوافعك الحقيقية لتفضيل منتج عن آخر، وقيم المنتجات التي تقتنيها بناء على جودتها وقيمتها ومنفعتها الحقيقية. ملاحظة: هذا المقال لا يهدف للتسويق لشركة أو لمنتج، وإنما كان المثال أعلاه لغرض الدراسة والتأمل. Twitter: khalid606