14 سبتمبر 2025
تسجيلاعذروني إن كنت أحيد هذه الأيام عن منهج مقالاتي الذي اعتدتم عليه، ولكننا نعيش بطولة رياضية تحظى بمتابعة واهتمام كل شخص في قطر ولا يبدو أن هناك من يمكنه منافستها وهي بطولة كأس الخليج الرابعة والعشرين لكرة القدم وبالأمس عشنا فرحة عميقة باقترابنا من منصة التتويج بعد مباراة ماراثونية ضد منتخب دولة الإمارات الذي استطاع أن يحرز هدفين مقابل أربعة أهداف قطرية اخترقت شباكه واستقرت في زواياها المفتوحة قبل أن تعلن عن فوز منتخبنا رسميا وتأهله لنصف نهائي هذه البطولة التي تتابعها الشعوب الخليجية بشغف، ونتطلع نحن في قطر أن يصل منتخبنا للمباراة النهائية وأن يحرز اللقب ويبقي الكأس على أرضه وبين جمهوره الذي وقف في مباراته مع منتخب الإمارات وقفة خلوقة ورياضية عندما عُزف النشيد الوطني الإماراتي قبيل بدء المباراة في مشهد يؤكد على نبل وأخلاق شعب قطر وأنه لا يمكن أن يقابل الإساءات والصيحات المستهجنة التي قوبل بها منتخب قطر في بطولة كأس آسيا في الإمارات ونشيده الوطني يُعزف بينما الصيحات تتوالى ضده، ولكن أهل قطر أثبتوا أنهم يمتلكون من الأخلاق ما يجعلهم اليوم محط احترام العالم كله، الذي تأكد أن قطر لم تخلط يوما الرياضة بالسياسة وأنها تجمع ولا تفرق ولا تبادل الضغينة بأختها ولذا كان مشهد الجماهير القطرية بالأمس وهي مصطفة احتراما للنشيد الوطني الإماراتي كفيل بأن يرسم ابتسامة التقدير على جميع من رأى ما كان ضد منتخبنا يوما وما آل إليه الوضع البارحة في موقفين متناقضين يؤكدان أن هذه هي أخلاق أهل قطر بالفعل لا تصنُّع فيها ولا تمثيل وأننا نحترم من يأتينا. اليوم ننظر إلى منتخبنا في لقائه القادم والحاسم مع منتخب السعودية بكثير من التوجس الذي يخالطه بلاشك شعور الثقة بأنه يستطيع أن يتجاوز مهمته القادمة والتأهل إلى النهائي الغالي الذي يمكن أن يعلنه بعد ذلك فائزا بالبطولة إن استطاع أن يتجاوز أفراحه بعد فوزه المستحق على منتخب الإمارات ويلتفت للمهمة الأصعب له وهي مواجهته القادمة مع الأخضر الذي يبدو متحفزا هو الآخر في المنافسة على اللقب الذي فاز به مرارا نظرا لكونه أحد أبطال الخليج وآسيا ولا يمكن لأي كان أن يستهين بقوة لاعبيه ومهارتهم وفي المقابل لا يمكن أن نركن إلى مهارتنا وسمعتنا كأبطال آسيا دون دراسة ما يمكن أن يقوم عليه لعبنا في هذه المواجهة الصعبة التي ندعو الله أن تتكلل بالفوز ونجد أنفسنا على بعد خطوات قليلة من إعلان منتخبنا الفائز بلقب بطل كأس الخليج على أرضه وبين جمهوره الذي لم يخذله يوما وكان خلفه سواء في مشاركاته داخل قطر أو خارجها. لذا شدوا الهمة وجيبوا الكاس.. تكفون !. فاصلة أخيرة: لطالما كانت قطر مميزة في أخلاقها ومتفردة بها بأزمة أو بدونها. [email protected]