13 سبتمبر 2025

تسجيل

(ديسمبــــر)!

04 ديسمبر 2018

وبدأ (ديسمبر) الشهر الأجمل والأمثل والأفضل في قطر، ففي الثاني من ديسمبر من عام 2010 كان الإعلان الرسمي للفيفا عن استضافة الدوحة لبطولة كأس العالم 2022، والذي قوبل بصيحات عالية من الفرح ومسيرات احتفال بالغة جابت شوارع قطر آنذاك لفوز ملف الاستضافة القطري بهذا الحدث الكبير الذي تسابقت إليه كبرى دول العالم، لكن ملف قطر كان الأجدر بأن يحقق فوزاً كاسحاً بحمد الله، وشاركتنا الفرحة حكومات وشعوب خليجية وعربية، ووصلت لنا التهاني من كل حدب وصوب من العالم بهذا الإنجاز الأول لمنطقة الشرق الأوسط وتحديداً للوطن العربي الكبير الممتد من الخليج إلى المحيط، وفي ديسمبر هناك اليوم الأغلى في قلوبنا وهو اليوم الوطني لتأسيس دولتنا الفتية، اليوم الذي قُرر أيضاً فيه أن يكون ختام مونديال 2022 ولتتضاعف الفرحة وقتها فرحتين بإذن الله. هنا ديسمبر الذي ستعقد فيه أيضاً القمة الخليجية في الرياض، ولا نعلم حتى الآن ما هو جدول أعمال هذه القمة التي تعقد في أوقات غمة على المنطقة نتيجة حصار قطر الآثم والأزمة المفتعلة ضدها من قبل من كنا نعدهم أشقاء وأخوة لنا، هنا ديسمبر الذي سنكمل معه منتصف السنة الثانية من هذا الحصار الجائر الذي تجاوزته قطر بمراحل لكنه لا يزال الغصة التي تختنق بها عائلاتنا المشتركة معهم وحقوقنا المسلوبة منهم ومصالحنا المهددة لديهم، ديسمبر الذي سنختتم به عام 2018 الذي يبدو وكأنه بدأ بالأمس، وهانحن ذا على مشارف توديعه بالصورة التي تليق به، وهي صورة حصار قطر الذي كانت أهدافه منذ البداية ضد شعب قطر بقدر ما كان يستهدف حكومتها، وتفجر أكبر مأساة إنسانية عالمية في اليمن وجريمة الكاتب الإعلامي الخلوق جمال خاشقجي رحمه الله والذي تمت تصفيته بالصورة الوحشية التي أنكرتها السعودية مراراً وتكراراً حتى استطاعت الضغوط التركية والعالمية أن تجبر الرياض على الاعتراف بها بالتفاصيل التي جاءت عليها تسريبات الادعاء العام التركي والمخابرات الأمريكية، وهو العام الذي سقطت فيه أسطورة السعودية العظمى وتكشفت فيه مؤامرات الإمارات وتبعية البحرين وهلهلة مكانة مصر، وهو ذاته الذي واصلت قطر مسيرتها السياسية والاقتصادية وتجاوزت آثار الحصار بمراحل تنوع فيه اقتصادها واختلفت أسواقها الخارجية ومدت أواصر العلاقات والمصالح مع دول العالم من مشرقه لمغربه ومن جنوبه إلى شماله على اختلاف القارات والبقع، هو ديسمبر الذي أعلنت قطر فيه انسحابها من (الأوبك) لتضع كل طاقاتها وإمكانياتها في (الغاز) كأكبر مصدر له في العالم وأعلنت تطلعها للأمام وإلى المستقبل وأن الدوحة بهذا إنما تنظر لموقعها التي تراه في اليوم الذي نراه قريباً ويرونه بعيداً، هو ديسمبر الذي سنودع فيه كل الشوائب وكل المشاكل وندع فيه العالم يودعه كما يريد ويستقبل السنة القادمة كما يهوى. لسنا نهوى الوحدة ولا الانعزال لكننا نحب التفرد في الأمور والتميز في العمل، وإن كان غيرنا يجد قلة في همته فإن لنا همة لا تنقص بإذن الله، وفي ديسمبر هذا نجدد العزم على أن قطر ستكون فيه المتطلعة نحو الأفق، المتطلعة نحو الازدهار وهذا لن يتأتى ما لم نشد العزم على ما بدأنا به بعد الحصار مباشرة وليكن ( ديسمبر ) الشهر الذي نحتفل فيه بذكرى تأسيس البلاد وإكمال هذا البناء لما يتوافق مع طموحاتنا التي لا حد لها. فاصلة أخيرة: كل (ديسمبر) يطوي قبله أحد عشر شهراً و(قطرنا) بألف خير. [email protected]