19 سبتمبر 2025
تسجيلتشكل الإعلانات لدى وسائل الإعلام مورداً مالياً خصباً، يدر عليها أرباحاً وفيرة، ويسهم بفاعلية في تغطية نفقاتها وتطوير أقسامها، ومع تقدم وسائط الاتصال الإلكترونية اتخذت وسائل الإعلام منها مواقع مهمة عبر شبكة المعلومات، ومنها الصحف اليومية السيارة، وانتقلت صفحات الإعلان إلى تلك المواقع الالكترونية. كبريات شركات المنتجات العالمية (الماركات) وجدت في مواقع الصحف فرصا سانحة لترويج نشاطها التجاري وسرعة الوصول إلى الجمهور، لكن بعضها استغل تلك المزايا والتسهيلات في عرض وترويج ممارسات وعادات دخيلة ومسيئة للقيم والأخلاق السوية، ومن ذلك ما يتم نشره عبر موقع إحدى الصحف المحلية من إعلان عن نوع من العطور المسمى (الحواس الست، عطر الحب المثير للنساء)، ولو أن الإعلان اقتصر على صورة العطر وبعض الجمل المعبرة المسموح بها للترويج التجاري لكان الأمر مقبولا، لكن اتاحة رابط خاص عبر موقع الصحيفة يحيل المتصفح إلى صور فاضحة بأوضاع فاحشة مصحوبة بكلمات إيحائية وأخرى ذات مضامين إباحية، فلا شك أن ذلك أمر منكر مرفوض بكل المقاييس، بل يعد من باب إشاعة الفاحشة. وفي نصوص القرآن والسنة والدستور ما يحرم ذلك الفعل ويجرم مرتكبيه. وكيف بلغ التهافت على جمع المال بالإعلانات إلى هذه الدرجة الهابطة المنحلة، التي ينقلب فيها الإعلان إلى وسيلة لترويج الخلاعة والمجون؟!. وهل تحقيق عوائد مالية لدى بعض وسائلنا الإعلامية مقدم على ثوابتنا الأخلاقية المستمدة من تعاليم الدين الحنيف؟!. الميثاق الأخلاقي في كل نشاط ومجال يجب أن يبقى مصانا محترما بجميع عناصره؛ لأن جني الأرباح ما لم تتصدره الأخلاق والقيم فلا جدوى ترجى من ورائه، علما أن شركات الدعاية والإعلان تقدم أكثر من طريقة وصياغة إخراجية للإعلانات المصورة حسب طبيعة المجتمع المراد ترويج الإعلان خلاله مما يحتم على الطرفين الاتفاق على صيغة مناسبة ومقبولة لدى الجمهور. لذلك فإن وسائل الإعلام المناط بها مسؤولية أداء رسالتها النبيلة عليها أن تراعي ما يصدر عن أقسام الإعلانات التابعة لها، والتأكد من سلامة محتواها وفق ضوابط واضحة قبل الموافقة على عرضها في شريطها الإعلاني المصور، لدرء مخاطر المحتوى الإعلاني على أخلاق وسلوكيات الناشئة والشباب، والترويج التجاري للبضائع والمنتجات ليس معناه قبول ما يصاحبها من إيحاءات وصور ومشاهد خارجة عن إطار الحشمة والحياء أو مخالفة لنصوص الشريعة والقانون. وحين يصدرعن بعض إعلانات مواقع المطبوعات الصحفية الإلكترونية ما يخدش الحياء والآداب العامة، فإنها ملزمة باتخاذ اجراءات عملية تضمن منع تكرار تلك الممارسات المرفوضة، مع تقديم اعتذار لقرائها عن ذلك الخطأ وتعهد بالتزام الضوابط الأخلاقية والمهنية الرفيعة، المبنية على المصداقية والموضوعية واحترام ثوابت وقيم المجتمع.