11 سبتمبر 2025
تسجيليبقى البيت هو عماد المجتمع وفيه ومن خلاله تبنى الأمم تربية وصلاحاً دعوة وتعليماً ولاشك أن البيت هو الوعاء الذي من خلاله نكبر ونتعلم وتغرس من خلاله فصائل الأخلاق أياً كانت في نفوسنا ومن هنا لابد أن نعلم بأن البيت هو أساس التربية والتعليم ومتى ما استطعنا أن نحكم بيوتنا من خلال التربية مع أولادنا فلاشك أننا نبني المجتمع والأمة.في قصة يوسف عليه السلام يعلمنا الله كيف تعامل الأب مع أبنه الصغير ومع أبنائه بشكل عام فيوسف عليه السلام كان يتعلم كيف يرجع لأبيه في كل أمر حتى عندما رأي الرؤية ذهب ليخبر أبيه وهذه من أهم أركان التربية قوة العلاقة بين الأبناء والأبوين كما نتعلم منها حسن التعامل مع الأبناء فيقول يعقوب (قال يابني لا تقصص رؤياك على أخوتك) (قال يا بني لا تدخلوا مع باب واحد وأدخلوا من أبواب متفرقة) (يا بني أذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) فهو مع علمه بكل ما عملوه كان يخاطبهم بلطف (يا بني) ومن هنا نعرف أهمية لغة الخطاب بين الآباء والأبناء بأن تكون لغة لطيفة تجمع القلوب وتقرب الوصال مهما كانت عيوب أبنائنا فلو رجعنا لما فعله أخوة يوسف عليه السلام وطريقة تقبل يعقوب عليه السلام لما فعلوه رغم قوة الموقف وجرامة الفعل والأذى الكبير الذي لحق بيوسف وأبيه يعقوب إلا أن يعقوب كان ينصح أبنائه بأن لا تدخلوا من باب واحد خوفاً عليهم كما أن يوسف عليه السلام يضرب لنا مثالاً ويعلمنا درساً في الحياة أن الأخوة ومهما جاروا فلابد من العفو والدعوة لهم بالصلاح بل عندما عاتبهم قال (بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين أخوتي) فأرجع الفعل للشيطان وليس لإخوته وهذا التأدب الكبير مع الأخوة الكبار رغم ما فعلوه من كيد ومكر وظلم بحق أخيهم الصغير الذي كان يستحق الرحمة والعطف منهم ويقول يوسف عليه السلام (سوف أستغفر لكم ربي) أي تأدب وأي عفو وأي كرم يضربه لنا يوسف عليه السلام ونحن اليوم نشاهد الإخوان يختلفون ويتقاطعون بسبب وبدون سبب بل تجدهم أبعد ما يكون عن الأخوة الحقيقة بل وتفرقهم مشاكل أسرية بسيطة والبعض فرقهم حب المال والجاه.بل أن يوسف عليه السلام لم يعاتبهم ولم يسألهم لماذا فعلوا به ما فعلوا رغم أنه أصبح ذا مكانه عالية وجاه ومال وعزيزاً في مصر بل تواضع لهم.أيها السادة أعلموا أن الأخ والأخت والأب والأم لا يعوضون أبداً بل هم نواجذ النفس تمسكوا بهم وتعلموا الصفح لهم والتعاون معهم أكرموهم خلقاً وقولاً قدروا كبيرهم وارحموا صغيرهم عيشوا معهم الحب في كل يوم فالحياة أقصر من أن لا نستمتع بهم.