09 أكتوبر 2025
تسجيلإن الأحداث التي مرّت بها المنطقة، تتطلب منا جميعاً الوقوف على إيجابياتها وتعزيزها، والنظر في السلبيات وكيفية تلافيها، ومن هنا فلا بد من أن تتضافر جهودنا جميعاً في دول مجلس التعاون وتتوحد رؤيتنا للأهداف المشتركة والواضحة والمتفق عليها، والتي لا يوجد فيها نزاع ولا اختلاف في مصالح دول الخليج ومصالح شعوبها. المثالية الزائدة يجب على دول مجلس التعاون ترك المثالية الزائدة والشعارات الرنّانة، والتضخيم الإعلامي الزائد للأمور، والذي لوحظ خلال السنوات الماضية: إن هذا الأسلوب غير مفيد لمسيرة دول مجلس التعاون وتطلعات شعوبها؛ في المقابل يجب أن تكون هناك نظرة واقعية وعملية للقضايا المشتركة ومعالجة المشاكل العالقة منذ فترة ليست بالقصيرة ومن المفترض مناقشتها وعدم تجاهلها، لأن تجاهل تلك المشاكل ليس هو الحل لها، وإنما هي مثل حقنة التخدير لألم الجرح ثم يعود الألم بمجرد انتهاء فترة التخدير، ويتطلب الوضع مواجهة المشكلات والنظر إليها بموضوعية وحيادية تامة، بعيدة عن المصالح المنفردة. دول العالم والتحالفات إن دول العالم كلها بلا استثناء تبحث عن تحالف مع دول تعزز من مكانتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية والعلمية والسياسية والعسكرية وغيرها، لأن الكل يعلم بأن اليد الواحدة لا تصفق؛ لذلك فنحن من باب أولى في دول مجلس التعاون الخليجي، ولم لا ونحن عندنا مقومات لا تتوافر عند غيرنا.. أولها كتاب الله سبحانه وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم روابط الأخوة والدم والنسب بين شعوب الخليج العربي، وكذلك العادات والتقاليد والثقافة المشتركة والهوية المتقاربة. ماذا ينقصنا؟ ينقصنا صدق النوايا مع الله سبحانه وتعالى، بالامتثال بأحكام الشريعة الإسلامية السمحة، التي لا غلوَّ فيها ولا تفريطاً، ثم التعاون على البرّ والتقوى بوقوف الدول الشقيقة مع بعضها في السراء والضراء، ووقوف الأخ مع أخيه ضد أعداء الأمّة الذين يتآمرون علينا من قريب وبعيد، ومن الداخل والخارج. نحن شعوب تريد التعاون قال الله تعالى: "سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ" أي سنقوي أمرك ونعزز جانبك بأخيك. ومع تقديرنا واحترامنا لسياسات دول الخليج واختلافها في وجهات النظر، فنحن الشعوب نريد التلاحم مع أبناء عمومتنا في ما يخدم ديننا وعقيدتنا، وأمننا وأماننا، وحفظ هويتنا، وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا المستمدة من ديننا الحنيف، ولا يخفى عليكم جميعاً أن الخطر أصبح واضحاً، وكلنا نعلم بأن هناك من زرع ويزرع بيننا بؤراً من الفتن والضلال، وأناساً يعملون ليل نهار لزعزعة أمن الخليج واستقراره. الحر تكفيه الإشارة يقال في المثل: "الحر، تكفيه الإشارة"، شعوب الخليج ليست اتفاقية نوقعها متى أردنا وننهي الاتفاقية متى نشاء!! بل شعوب الخليج يربطها كتاب الله وسنّة نبيه عليه الصلاة والسلام، ثم نهجُ الآباء والأجداد وتعبهم وعناؤهم ومشقّتهم في أزمنة كانت صعبة وأيام الفقر والقحط، ولم يكن معهم أحد إلاّ الله سبحانه في الوقت الذي شهد التاريخ في عقود ماضية من الزمن حيث كانت هناك دول غنية إقليمية ودولية وقفت تتفرج على الفقر في دول الخليج وشعوبها، دون أي مبادرة إيجابية. همسة إذا كان هناك اختلافات في سياسات دول مجلس التعاون وأجنداتها، فليس من حق أحد أن يفرّق بين شعوب الخليج، وليس من حق أحد أن يحرمنا من هذه النعمة وهذا التواصل، فنحن مع بعضنا في دين وعقيدة وأخوّة وأبناء عمومة ونسب. • دعاء اللهم اجمع كلمتنا على الحق والدِّين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفقهم لهداك، واجعل عملهم في رضاك، وهيئ لهم البطانة الصالحة.. تعينهم على الخير وتدلهم عليه، اللهم من أراد بنا وببلاد الإسلام والمسلمين بكيد، فاجعل كيده في نحره. اللهم آمين.. ودمتم في رعاية الله.