11 سبتمبر 2025

تسجيل

براءة يا وطن..

04 ديسمبر 2012

يتصف العرب خاصة ومن يصطبغ بثقافتهم من غير العرب بالتمتع بعيوب الآخرين والتلذذ بمناقشتها، وكتابة صفحات وصفحات في النقد والنقد غير الهادف، واشاهد واقرأ من خلال شبكات التواصل الشعارات الناقدة التي تهدف إلى شد الانتباه لا أكثر ولا أقل، ويتطرق الحديث والنقد من الفرد إلى الجماعة ومن الجماعة إلى القبيلة ومن القبيلة للمجتمع ومن المجتمع إلى الوطن!! "الوطن عاد يا متثقفين، ما لقيتوا غير الوطن يا أصحاب الأقنعة؟" اعذرني عزيزي القارىء ضاعت اللغة العربية من الغيظ.. فاصل ورجعنا.. أيها الوطن المسكين، ضممت من لا دار له، وأطعمت من عاش على خيرك، وكسيت من لا تستر عورته بقبح فعله، وعلمت من لم يفِد بعلمه الا نفسه، ووظفت من استغل ثقتك ونشر وباء نفسه للضرر بمصالحك، وللأسف منهم من يحمل جواز سفرك ويتشدق بانتمائه لاسمك. لماذا نلوم الوطن على خيانتنا؟ لماذا نجرح الوطن بنكراننا؟ لماذا نتهم الوطن بعيوبنا وجرائمنا؟ أيها اللائمون، المتهمون، المدعون، انتم بلاء هذا الوطن، فمنكم من يستغل منصبه، ويصيبه جنون عظمة السلطة ليحارب أبناء بلده ويسيء لهم، ويشجع الأجانب على إهانتهم، ومنكم من يهدر مال بلده ويصبه في جيوب أصدقائه وربعه ومصلحته دون مراعاة للأمانة، ومنكم من يعين الأجانب على مسمى مستشار ولو كان هذا المستشار "لحاماً"!! ويحارب أصحاب الكفاءة والضمائر الحية لمجرد أنهم لا ينتمون لمزاجه!!.. ومنكم، والكثير منكم شياطين خرس!!، فلا تنهون عن قبيح فعل، ولا تصلحون عمل فاسد، ولا تبلغون عن أمانة سرقت متحججين بأنكم ضعفاء، متمضغين بعذر "ليس هذه مسؤوليتنا"!! تقومون بكل ذلك وتكتبون بأن سبب بلائكم هو الوطن؟!! والله ما للوطن بلاء غيركم، ولا له هم غيركم، يا من قطعتو المطر، يا من ملأتو دهاليز نفوسكم بالنفاق، يا من اصبتو بمرض النفس وحبها وان ادعيتو حب الخير للآخرين، يا من تتشدقون بالدين وقيمه وأفعالكم عارية من رائحته، أليس الوطن هو نفس الوطن الذي عاش على أرضه آباؤنا الأحباء وأجدادنا البسطاء، ألم يكن من تغمر وديانه المحبة والعطاء بين أهله وناسه؟ أليس هو من عاش الجار فيه مكرماً معززاً يسأل عنه جميع جيرانه، ولا يبيت وهو مهموم؟، أليس هو من حلت البركة في كل عملٍ وكل لقمةٍ وكل بيتٍ بُني على أرضه؟ أليس هو من تغذي الأمطار إبله وغنمه وبقره وسمره وسدره وعوسجه؟ من الذي تغير؟ انتم أم الوطن؟ بلا شك تعرفون أنكم من ينطبق عليه قول الإمام الشافعي رحمه الله في أبياته المشهورة: نعيـب زماننـا والعيـب فيـنـا ومـا لزماننـا عـيـب سـوانـا ونهجو ذا الزمـان بغيـر ذنـب ولـو نطـق الزمـان إذن هجانـا وليس الذئب يأكـل لحـم ذئـب ويأكـل بعضنـا بـعـضاً عيـانـا هات أذنك: ارجو ألا يثار ضدي ثورة الشتاء العربي (وقت الشتاء الآن وأنصحكم بتربية كم رأس لعل الله يمطرنا برحمتهم مطر خير، ونشوي كم فقعانه).. والكلام يخص ولا يعم الفقعانة (بلهجة الكاتب الأم ): تعني مفردة الكمأة