16 سبتمبر 2025

تسجيل

"الشرق" في بالي

04 ديسمبر 2011

سعدت بتلك الدعوة التي تلقيتها الأسبوع الماضي للمشاركة في ندوة تأثير الإعلام المقروء في إحداث المتغيرات في العالم العربي والتي أقيمت في بالي بإندونيسيا وهي دولة تقع في جنوب شرق آسيا وفي أوقيانيا. إندونيسيا تضم 17508 جزر. ويبلغ عدد سكانها حوالي 238 مليون شخص، وهذه هي رابع دولة من حيث عدد السكان، وأكبر عدد سكان في العالم من المسلمين، ورغم أن الوصول إليها يتم عبر أكثر من إحدى عشرة ساعة طيران عبر مطار سنغافورة إلا أن المشاركة بأي نشاط ثقافي مهم وإن طال السفر ولأن التمثيل في الندوة بكوني رئيسا لقسم الثقافة والفنون "بالشرق" ولأنها إحدى الصحف القطرية ذات التأثير الكبير في القراء عبر موقعها المميز ومن هذا المنطلق فإن ليس غريبا أن تفوز بالمركز الأول على قطر والـ 63 الأكثر حضورا على النت في العالم العربي، ومن هنا فقد قدمت الورقة قبل أن يصلني الخبر من الزميل أحمد حافظ على الجوال وقد كان الخبر جميلا أن يتزامن ذلك مع اختياري" للشرق" أنموذجا "للتحدث عن تأثير الإعلام المقروء فيما يحدث من متغيرات بالعالم العربي، ورغم أن ما حدث هو استخدام لتلك التقنية الحديثة، إلا أن تأثير الصحف هو الآخر ساهم في إحداث تلك التغيرات، عند وصولي لمطار بالي وجدت اثنين في استقبالي شاب وشابة يحملان يافطة عليها اسم "الشرق " وتحتها اسمي يتحدثان اللغة العربية الفصحى أنهيت الإجراءات واستلمت الحقيبة التي كانت ثقيلة لأن بها مطبوعات قطرية وأعدادا من جريدة الشرق التي سوف أتحدث عنها كأنموذج وخلال الرحلة من المطار إلى الفندق مررنا بالفندق الذي شهد التفجير وشارع به سواح شبه عرايا من شدة الحر فقد خلعن ما عليهن من ملابس وعند وصولنا إلى الفندق الذي سنقيم به كان الترحيب حارا بنا، بالمصادفة كان بنفس الفندق يقيم الزميل يوسف الحرمي من القسم الاقتصادي بالراية ولم أحس بالغربة فقد كان مرافقا لي طوال الوقت وكان حضوره عند تقديم الورقة مشجعا لي للتحدث عن الإعلام في قطر بشكل عام "والشرق" بشكل خاص لأنها الأنموذج في الورقة، كانت تلك الأيام التي قضيتها في بالي فرصة للتعرف عليها كمدينة سياحية واقتصادية، تجعلك تقبل على الشراء، وعندما تزور أي منطقة تجدها وكأنها كتاب تقرأ فيه ذلك التاريخ الإنساني الرائع فتجد قطع النجت في كل مكان والجميل أن المواطن في المدينة ودود ومحب للآخر. وكنت أرى عبر الورقة التي تحدثت أن هناك تأثيرا بالسلب أو الإيجاب، بالإثارة أو الركود بمعنى أوضح قد لا تستطيع الحصول على الصورة الأوضح لرأي الشارع في العالم خارج سلطة الإعلام. وقد لا تستطيع أساسا الحصول على أي مساعدة بلا وجود الميديا. إذاً الإعلام هو الوسيلة الوحيدة التي تسيطر سواء بشكل عادل أو بشكل مناقض والأصح أن الإعلام أصبح وسيلة للربح ومن خلال هذا المفهوم أصبح من السهل للسلطة أن تتوغل من خلال الإعلام للوصول للرأي العام مستغلة وسائل غير مشروعة كالمادة والوساطة وغيرها. [email protected]