12 سبتمبر 2025

تسجيل

واللهِ سنُسأل!

04 نوفمبر 2023

تمسكتُ حباً بعروبتي، تدمع عيني، ويقشعر بدني حين أشعر بقوتنا ووحدتنا، أو حين يحدثني أبي بالتاريخ عن فطانة العرب وشجاعتهم... تبتسم عيناي كالطفلة حين أعلم أن عمرو بن العاص هو داهية الإسلام، وأن سيف الله المسلول هو خالد بن الوليد، وأن أمين الأمة هو أبو عبيدة بن الجراح، وأن حمزة بن عبد المطلب هو أسد الله، وأن حبر الأمة هو عبد الله بن عباس.. وأن وأن وأن... نعم، أنا العشية الغزية الفلسطينية القطرية العربية... رُويَ لي بمناهجنا العربية عن الدولة العثمانية والحضارة المصرية والعربية وعن الفتوحات الإسلامية... وعن الهوية العربية التي قضيتها الفلسطينية… حينها، دونتُ أيام استقلال عروبتنا... عروبتنا التي تمتد من الأقصى إلى الأقصى… بها تناولتُ الزعتر والزيتون والقمح والشعير، والأرز، والتمر، والزبيب.. وكل خيرات بلادنا العربية... أخبروني أن مواردنا لا تعد ولا تحصى، وأن لدينا من الغاز والنفط ما يحفظ كرامتنا، وإن قلت مصادرنا أو عُدمت حيلتنا... ولأن لكل امرئٍ من اسمه نصيبا.. ولدتُ لأكونَ رغدًا... لأبعث روحًا مبهجًة، وإيمانًا إن نَفَد اليقين والصبر... ولدتُ لأجد منفذًا متسعًا من كل ضيق وإن صعبَ… ولدتُ لأصدق ما يرويه التاريخ، بأن صاحب الأصل وإن غدر الزمان وخانه الأخلاء لا يتخلى عن أصالته وعروبته... وأنه وإن خان أصله، وتواطأ وتخاذل، فلا ضرر منه فلا يعيب عروبته! حتى كبرتُ ولم أرَ أثرًا من ذاك كله! بل عجبتُ بأخوةَ الدين أنهم بلا دينٍ ولا مروءة! وأن دسامة المناهج ليست بالحروف وإن كثرت، بل إن صَحّت وصَرَّحت! أصبحتُ أخشى عموم الكلام، وكأن لا أضُمنا بين كل ما تعلمتُ وعُلِمتُ... أويحَنا ماذا أصاب رجالنا! أما وقد علموني وقالوا حينها إننا: «سنبعث في كل جيل صلاحًا، ونجعل من بيننا خالدًا» ما لي لا أرى أحدًا! مالي لا أرى رجلًا! أصبحتُ في حيرةٍ وكأنني ما عدتُ حينها رغدًا… ولكنني! لا زلتُ ابتسم بجنونٍ أكبر حينما يحدثني التاريخ الإسلامي والعربي مجددًا عن كُلِ بطولاته! فإلى متى يتطاول الأوغاد في زمن هوى فيه العربي أن يستعبد ويذلل؟ وكأن على رؤوسهم الطير! إلى متى تدمي القلوب والعقول دماء الضعف والهونِ؟ أوَ لا لنا خالدًا وصلاحًا؟ أوَ لا لنا رجلًا صادق الوعد مخلصًا لدينه؟