15 سبتمبر 2025
تسجيل* طبيعة شخصية بعض البشر تتجه بسلوك التملك لكل شيء.. وفرض السيطرة والتحكم منذ الصغر على كل ما تريد! وتستمر في تصور وتفكر ورسم أمور كثيرة وكأنها ملك خاص بها وتستحقه دون غيرها؛ سواء على المستوى الشخصي أو على المستوى الدراسي والعملي، وكأنه إرث ورثته ويحق لها دون غيرها تملكه والعبث به.. وفرض السيطرة عليه! * هناك أطفال تعودوا على تملك كل شيء يريدونه وتقع أعينهم عليه على مستوى الأقارب أو مستوى المدرسة أو الحي، ابتداء من لعبة وحلوى يرونها في يد غيرهم من الأطفال ينتزعونه دون توبيخ ورفض من والديهم؛ ينتزعون الشيء من يد غيرهم انتزاعاً ورغما عن رفض الآخر ومقاومته وبكائه!.. ليجعل له قانونا "تملك" يحق له فيه من المواد والبنود في الحصول على كل ما يريده و ما لا يحق للآخر تملكه! * تنمو مثل هذه الشخصية، دون رادع يمنعها ولا صوت يوقفها.. وتكبر وتنمو وتستمر في رغبة السيطرة والتملك.. ليجد أن من حقه كل شيء من منصب وكرسي رئاسة، ومزايا مرافقة لها! تنمو هذه شخصيته ولا ترى أمامها إلا صورتها الضخمة في برواز صنعته هي وعلقته على جدار ترفض أي شريك يفكر أن يقف أمامه! شخصية استمرت في ممارسة دور فرض السيطرة والرأي الواحد الذي لا يقبل رأيا آخر! ولا صوتاً يخالفه! ولا يقبل مجرد فكرة اسم قد يطرح لينافسه، فهو يظن ويعتقد ويجزم يأن المنصب حق مكتسب له، ولا يمكن بأي حال من الأحوال اغتصابه منه! * يرى البعض أنهم خلقوا لينالوا كل ما يتمنون، فلا يحق لهم التعب ولايجب عليهم السهر، ولا يحق لهم بذل الجهد والإرهاق والمجهود الذي يرهقهم ويتعبهم.. فهم يظنون ويجزمون أن المناصب خلقت لهم لا لغيرهم! شخصيات لا تعرف الآخرين والقرب منها، ولا تعرف الابتسامة والمجاملة وأن تكون لطيفة وبأخلاق بني آدم مع غيرها إلا لمصلحة يريدونها لتعزيز موقف، وتأكيد مكان، يدركون في قرارة أنفسهم حجم النقص والفراغ وضآلة الفكر في تفكيرهم وشخصياتهم! * طبيعة العلاقات الإنسانية خلقت ووجدت للتكامل والتعاون والعمل الجماعي الذي يبدأ ويستمر للمصلحة العامة.. ولأهداف عامة وكلية، ولا تقوم على أهداف فردية تريد الكل أن يعمل لها.. ولا تريد أن تتنازل لتعمل مع غيرها! * تقدم الدول وتقدم المؤسسات، ونجاح المجتمع ومكونه الرئيسي الأسرة، يبدأ من مبدأ التعاون والمصلحة العامة، فمصلحة الجماعة تبدأ من الأفراد، وهؤلاء في مجموعهم يشكلون مجتمع العمل ومجتمع الدولة. * آخر جرة قلم: لا تظن وتعتقد فئة من الناس أنهم فئة خاصة بتصنيف يمنحها كامل الحقوق دون الواجبات! ولا تظن فئة أنها وجدت لواجبات ووجود للعمل دون حقوق! "فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"، ومنظومة المجتمع وجدت لتكامل أفراده وتساويهم بعدالة الحقوق والواجبات، وبقانون يحفظ وجودهم وحقوقهم من سطوة عقول لا ترى إلا مصلحتها، وأنها هي فقط لا غيرها، يستحق كل الامتيازات والحقوق المجتمعية والمواطنة والمهنية!! ففكرة تملك كل لعبة بيد الغير، وتملك دفع كرة القدم وتسديد الهدف دون مقاومة وحارس! وفكرة القيادة دون فريق، وفكرة الفوز وصعود المنصة دون جهد، ودون عمل، وغيره من مفردات التملك. فالظلم يجب أن يتلاشى أمام سيادة لغة ومفردات القانون للمصلحة العامة وبقاء المجتمع وقوته. [email protected] Tw:@salwaalmulla