19 سبتمبر 2025
تسجيللا أشك أن الإقبال سيكون كبيرا على انتخابات مجلس الشورى القادمة بعد أقل من عام. لا شك أن الحماس سيلهب الكثير طموحا ورغبة في خدمة البلد، لا أشك أن هناك شخصيات كبيرة ومعروفة ستترشح للدخول في هذا المجلس المنتخب، وكل هذه الأمور أمور طبيعية بل وضرورية، لأهمية دور المجلس المنتخب، ولأهمية المشاركة في التشريع الصانع للقرار، مهما كانت نسبة هذه المشاركة، ولعلها البداية التي لا مناص منها، وحتى ينجلي الأمر عن قانون الانتخاب المرتقب وشروط المرشح والناخب وتقسيم الدوائر الانتخابية في حينه، هناك بعض الملاحظات أود لو أسوقها في هذا الخصوص: أولا: طالما ليس هناك تيارات واضحة فكرية أو سياسية في البلد، فلا يحكم الانتخاب سوى الجانب الشخصي والقبلي، وبالتالي سيكون الجاه الاجتماعي والمالي له الحظوة الكبرى على غيره من الاعتبارات. ثانيا: في الانتخابات البلدية دخل المجلس مرشحون لا تتعدى الأصوات التي حصلوا عليها بضع مئات بل بضعا من مائة أو مائتين، النائب الرقابي والتشريعي يحتاج الى كتلة يتحرك من خلالها، ويتحسس من داخلها رغبة الشعب والمواطن، لذلك قضية التوزيع للدوائر هامة جدا. ثالثا: يجب البعد عن كلاشيه البرنامج الانتخابي، فليست هناك برامج انتخابية لأي مرشح في قطر، فالبرنامج الانتخابي يقوم أساسا للأحزاب التي عندما تصل إلى السلطة تعمل على تنفيذه، وهنا في قطر لا توجد أحزاب أو تعددية حزبية. رابعا: شدة تعلق الناس بقضية الانتخابات التشريعية جعلتهم ينسون أن الأمر يتعلق كذلك بالسلطتين الأخريين؛ وهما التنفيذية والقضائية، فإما أن يكون الأمر اصطفافا أو أن يحصل التعديل في جميع السلطات بما يقضي فصلهم وتعاونهم. خامسا: المجتمع القطري مجتمع مؤدب، ويستعيض بإظهار الصبر عن المطالبة، نظرا لأواصر الترابط القوي مع بعضه البعض حكومة وشعبا، فهو في طلبه خجول، في حين أن المجالس التشريعية هي مطالبة بصوت عال وجهوري؛ لأن المنتخب هو صوت أولا وأخيرا، والرقابة قد تحتمل القسوة على التصرفات لا الأشخاص، مثل هذه الفجوة يجب تعديها وردمها بمعالجة قانونية دستورية واضحة تنقل المجتمع من ثقافة إلى أخرى. سادسا: سيمر على الدستور حين الانتخابات ما يقارب 18 عاماً من التصويت عليه، فترة انقلبت فيها الدنيا رأسا على عقب إقليميا ودوليا، وقفزت الشعوب بل والحريات كمطلب رئيس قفزات كبيرة إلى الأمام، من هنا تأتي مسألة إدخال مفاهيم جديدة إلى العملية الديمقراطية ذاتها كونها مساحة للحرية أمرا مطروحا. سابعاً: تذكر أخي المرشح أنك تمثل كل شرائح المجتمع وليس فقط من انتخبك، تذكر أخي الناخب أنك تنتخب باسم قطر وليس فقط لاسم قبيلتك أو جماعتك أو طائفتك، لنبدأ من التراكم الذي حققته التجارب السابقة هنا وهناك، البداية جديدة رسمياً، لكن الفكرة ليست جديدة على مستوى الواقع والمجتمعات. [email protected]