12 سبتمبر 2025
تسجيلتخيلوا فقط لو لم تكن قناة الجزيرة موجودة في الساحة الإعلامية العربية.. هل كنا سنكون على تلك الدراية التي نحن عليها اليوم بالحوادث التي تقع حولنا مثل جرائم التحالف السعودي الإماراتي في اليمن أو تجاوزات الرياض المخلة تجاه لبنان واعتقالاتها التعسفية ضد الدعاة والمثقفين داخل المجتمع السعودي والحادثة الأبشع وهي جريمة اغتيال الإعلامي الخلوق جمال خاشقجي رحمه الله ؟!.. بالأمس احتفلت الجزيرة بعيدها الـ 22 لانطلاقها كقناة عربية حرة تنقل نبض الشارع العربي بكل موضوعية، والغريب أن احتفالها السنوي هذا يأتي متزامناً مع كشف حقيقة مقتل خاشقجي رسمياً وعلى لسان المدعي العام الجمهوري عرفان فيدان الذي يبدو أنه قد فرغ صبره من مماطلات الجانب السعودي وآخرها ما جاء به سعود المعجب النائب العام لهم وأصدر بياناً موقعاً من جانبه يؤكد أن جمال خاشقجي تم قتله خنقاً ثم تقطيع جثته والتخلص منها بطريقة ما !، فهل كانت قناة ( العربية ) مثلاً تجرؤ على مواكبة أحداث خاشقجي لتصل بنا إلى كل هذا الاهتمام التي تلقاه حادثة خاشقجي والذي يُعد النظام السعودي المتهم الأول فيها ؟!، لذا فإن الجزيرة بتغطيتها الشمولية لهذه الحادثة جعلت العالم العربي كله ينتفض مطالباً بحق دم خاشقجي الذي سُكب بكل بشاعة على بلاط قنصلية بلاده للأسف بعد مباغتته وخنقه غدراً ويعلم الله ماذا شعر وقتها وروحه تغادر الجسد الذي خضع لوحشية الفريق الأمني الإرهابي الذي فعل ما فعله فيه وربما كان مصير هذه الأشلاء الطاهرة إذابة بمحلول الأُسيد الحارق والتخلص من بقاياها بكل سهولة. نعم نحن فخورون بوجود هذه القناة التي تبث من أرض قطر لأنها وليدة فكر مواطن قطري هو والد الجميع ومؤسس قطر الحديثة بكل عنفوانها وحداثتها ووالد أميرنا الغالي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم حفظه الله وحفظ والده حضرة صاحب السمو الشيخ حمد، فخورون بأن تكون قطر منشأ هذه القناة العملاقة التي حافظت على مسارها ونهجها طوال 22 سنة قدمت فيها ما يجعلها اليوم في صدارة الإعلام العربي والدولي ويشيد بها كبار الساسة والإعلاميون ويتهافت الجميع للاستضافة على شاشتها بينما تلقى في المقابل هجمات شرسة من الظالمين والديكتاتوريين الذين يغيظهم أن تقوم الجزيرة بفضحهم وكشف حقيقتهم على الملأ ولعل تضمين دول الحصار طلب إغلاق قنوات الجزيرة وتوابعها في لائحة مطالبها الـ 13 التي أعقبت حصار قطر واشتراطها أن تنفذ الدوحة ما جاء في هذه اللائحة في غضون عشرة أيام وضعها رباعي الحصار للرد على طلباتها وقبل أن تبدأ هذه المهلة كان رد قطر واضحا وهو أن هذه المطالب مرفوضة جملة وتفصيلاً كما جاء الرد على طلبهم بإغلاق الجزيرة على لسان رأس الهرم في قطر وهو سمو الشيخ تميم الذي صرح لبرنامج تلفزيوني أميركي شهير بأنه لن يغلق هذه القناة وأكد على استمرارها وهاهي ذا تحتفل بعيدها الثاني والعشرين في تأكيد واضح ومبهر على مضيها بنفس القوة والتفرد والتميز. ولا أعلم ما الذي يمكن للجزيرة أن تبدع فيه أكثر مما تقدمه الآن خصوصاً وأنها اليوم تعد الحاضنة الشرعية لكشف حقائق أبشع جريمة في تاريخ النظام السعودي الجائر ولاتزال تتفرد بهذه الميزة في مواصلة ما يجري على أرض اسطنبول وتحديدا ما بدأ به مكتب الادعاء التركي من كشفه الذي أظن أنه يريد الانتهاء بالاعتراف الرسمي بجريمة محمد بن سلمان كآمر فعلي بتنفيذها على النحو الذي تم الكشف عنه بالأمس، ونحن نؤكد على هذه القناة أن تظل على نهجها وتسليطها الضوء على قضايا الشعوب العربية المغلوبة لا سيما في اليمن وسوريا وفلسطين وما جاء من هذا الاهتمام في التفات المجتمع الدولي للحرب الظالمة على شعب اليمن المعرض لأسوأ أزمة إنسانية في العالم وتعرض أكثر من 14 مليون يمني للجوع في مجاعة تصنفها المؤسسات الحقوقية كأكبر كارثة إنسانية يتعرض لها شعب لا حول له ولا قوة في الحرب الدامية عليه، بالإضافة إلى أن جريمة خاشقجي التي شاركت الجزيرة مئات القنوات التلفزيونية العالمية الاهتمام بحيثياتها وحقائقها كانت مفتاحاً لأن تلتفت مؤسسات صانعة للقرار في أمريكا إلى الأزمة المفتعلة ضد قطر والحصار الظالم الذي فرضته أربع دول تترأسها السعودية بقرار مباشر من محمد بن سلمان المتهم الرئيسي غير المعلن في قضية خاشقجي رحمه الله، وعليه ستظل قناة الرأي والرأي الآخر تصدح بالحق مادام الحق في متناولها وحتى إسقاط الظالمين الذين ظنوا أن لا صوت فوق أصواتهم !. ◄ فاصلة أخيرة: عقبال الـ 100 عام من التميز والتفرد والعطاء بإذن الله. [email protected]