17 سبتمبر 2025
تسجيل• ساقتني قدماي لمستشفى النساء والولادة للبحث في قضية انسانية لمريضة ترقد بمشفى حمد العام فاذا بممرات الولادة "تسرق وقتي" فتسمرت امام صور ادخلت السكينة والفرح على نفسي، لاطفال حديثي الولادة محمولين باحضان وأكف مشاهير التقطتها عدسات المصورة العالمية "آن غيديس" لرفع الوعي بداء السكر وللتنبيه بأهمية ممارسة الرياضة منذ سن مبكرة في اطار مشروع "حياة صحية منذ البداية" الذي طرحته هيئة المتاحف. • استقطاب رموز المجتمع لدعم القضايا الانسانية والوطنية معروف عالميا وحسنا فعلت الولادة باستضافة هذا المعرض الفخم وحسن توظيف صوره أصاب اكثر من هدف واحسب ان أي "حامل وزوجها" قد منحتهم الطمأنينة ووطنت لحسن بناء علاقة حميمة بين الاباء والامهات وفلذات اكبادهن وان كانت الام بحكم المكون الفطري الذي حباها الله به تتهيأ للتربية فان الصور جسمت حنو الاب ودفق مشاعره وهو يحمل مولوده بحضنه وبراحتيه. • هدف آخر كان جليا وهو كيفية الاستفادة من الطاقات الايحائية للمشاهير لمعالجة القضايا الاجتماعية والصحية والعلمية كقدوة ونموذج ففي الظروف التي تمر بها قطر وهي تخوض نهضتها الانسانية والعمرانية يتحتم استلهام القدوة والانموذج لحض الهمم الايجابية وترسيخها ومعالجة الاخفاقات المقيتة. • "الصور الابداع" قرأت بين اسطرها ما لم يستطع قلمي تسجيله من جماليات العلاقة الازلية بين الطفولة والامومة والابوة وكثير من قضايا اسرية ومجتمعية يمكن معالجتها بتصدي رموز المجتمع لها بالطرق المباشرة او بالايحاء كما في تلك اللوحات، على سبيل المثال لا الحصر حوادث المرور القاتلة استنزفت جزءا اصيلا من ثرواتنا البشرية وبرغم ذلك لم تستغل أي من المؤسسات الدور الايحائي المؤثر ولم يتقدم الصفوف احد مشاهير المجتمع ليلجم "فرامل" سيارة رعناء ليقول للشباب الجموا السرعة القاتلة. • تحكي الارقام الاحصائية ارتفاعا ملحوظا في نسبة من فاتهن قطار الزواج وما زالت المعالجات متواضعة لا تغادر حديثا خجولا عن غلاء المهور، وما ذلك إلا شماعة سهل تعليق القضية على اكتافها وغيره من قضايا تحتاج لعبقرية الحلول وحسن توظيف الايحاء. • بدوري لم أبخل بالتقاط الصور ونشرها بين من اردت لهم لحظات استجمام تغسل الروح فما أجمله من طفل محمول بكفي لاعبة الرماية بهية الحمد وبطل الراليات ناصر العطية او كابتن التنس ياسين اسماعيل واخرين، وهذا تماما ما جعل "منحوتة نطحة زيدان" تغادر كورنيش الدوحة غير مأسوف عليها لانها لم تحمل مضامين إيجابية او جمالية بل مخالفة رياضية وخروجا على الذوق المجتمعي ونبض همومه واحلامه لذلك رفضها فاستجيب لارادته وغادر "زيدان" محمولا على راحلة لانه لم يلامس القضايا لصالح بقائه ولم يلامس الوجدان كصور مستشفى الولادة التي سرقتني من شأن انساني لا محالة سيجد المعالجة عند اروقة وملفات دكتورة حنان الكواري التي طالما استضافت مثل هذا المعرض التوعوي الانساني وإنا لمنتظرون وسنقف دوما على عتبات ممرات ابداعات ومعالجات المؤسسات الطبية والعلاجية ونستنهض غيرها لتسير في الركب. همسة: شكرا لمستشفى الولادة استضافة ما يسكن القلب ويخاطب العقل ويحض همم الامومة والابوة ويؤطر لمعنى الحياة الصحية.