08 أكتوبر 2025

تسجيل

اما التعريب او التغريب..هنا التحدي

04 نوفمبر 2013

اطل علينا المفكر والاكاديمي المعروف الدكتور محمد عبدالرحيم كافود وزير التعليم والتعليم العالي الاسبق بدراسة قيمة بعد غياب طويل عن الساحة الثقافية كنا نأمل حضوره المكثف فيها لما اتحفنا بدراسات وابحاث صدرت له محملة برؤية ثاقبة متميزة تجاه العديد من قضايا اللغة العربية المتخصص بها والتي كانت محور اطلالته يوم امس في مقال مهم حذر فيه من غياب اي انجاز يذكر حول قضية التعريب التي قال انها هاجس وهم للكثير من المفكرين والتربويين العرب طوال أكثر من أربعين عامًا. اعتراف الدكتور كافود عن عجزه من اضافة شيء من واقع دراساته وابحاثه الجادّة لقضايا التعريب واعترافه ايضا ان العجز اصاب علماء اللغة خلال الثلاثة عقود الأخيرة من واقع الندوات والمؤتمرات على مستوى مختلف المؤسسات امر خطير، والاخطر اعترافه الى ان الركب يتجه إلى مزيد من التغريب في معظم الأقطار العربية.. فاللغة العربية كما اكد هي سياج للثقافة والتراث، وحافظة للهوية القومية للأمة.. لذا فان التعريب ضرورة لغوية في ظل تهميش اللغة العربية ومزاحمة اللغات الأخرى على نظمنا التعليمية، والثقافية، والاقتصادية، والتقنية. من محاسن الصدف ان تتزامن نشر دراسة الدكتور كافود حول قضية التعريب التي تهدف لحفظ لغتنا العريقة وغرسها في عقول واذهان النشء بكل مراحل دراساتهم حتى مرحلة الجامعة.. مع بادرة موفقة من جامعة قطر حول اللغة العربية ومهاراتها وممارستها تحدثًا وكتابة، وعزوف العديد من الطلبة عن تعميق اهتماماتهم باللغة العربية ودراستها في لقاء عقد امس الاول بمبنى الإدارة العليا بالجامعة تصدرته الدكتورة إيمان مصطفوي عميد كلية الآداب والعلوم، التي اشارت الى ان الجامعة ركزت على هذه القضية وهي تأخذ على عاتقها ضرورة إعادة النظر في مناهج وطرق تدريس، واعلنت ان جامعة قطر تسعى لتطبيق منهج متطوّر لإتقان اللغة العربية على المستوى الجامعي. وضع اللغة العربية يحتاج فعلا الى دق ناقوس الخطر وتنبيه الاجيال على هذه القضية، وقيل في المؤتمر الصحفي الذي خصص لتلك البادرة التي تصدت لها جامعة قطر انها نقلة نوعية في تدريس اللغة العربية على المستوى الجامعي، وهي تسعى الى تحويل مادة اللغة العربية من مادة تلقينيّة بحتة يقدّمها الأستاذ للطالب مباشرة إلى مادة حوارية تفاعلية تعتمد بشكل كبير على فهم الطالب وثقافته ومهاراته الحواريّة وتفكيره النقدي، ومن ميزات المنهج الجديد انه يُتيح للطالب المشاركة في منبر نقاشي حواري تفاعلي، من خلال طرح موضوع معين يعبّر فيه الطالب عن رأيه الشخصي النابع من قراءاته وثقافته أو من تجربته الحياتية الخاصة أو تجربة من حوله. قضايا التعريب وغرس مباديء اللغة العربية تعد من القضايا ذات الاهمية، وفي ظل التحديات الراهنة فقضية اللعة العربية يجب ان تفرض على أصحاب الرأي والقرار، وأن يعتبروها من أولويات الأمن القومي، فاما ان ندافع ونستبسل في فرض اللغة العربية فى عملية التعريب، أو ان نستسلم للتغريب.. هذا هو التحدي لاجيال الامة. وسلامتكم