14 سبتمبر 2025

تسجيل

خطاب الأمير أمام مجلس الشورى وأحداث العالم العربي

04 نوفمبر 2011

يأتي خطاب سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله في ظروف عربية ودولية غير عادية، إذ هبت نسائم الربيع على أمتنا العربية بالخير ففي ربيع هذا العام: الشعب التونسي يسقط نظام بن علي ويقيم حكما ديمقراطيا تعدديا لا سابق له في تونس منذ الاستقلال. الشعب المصري يسقط نظام حسني مبارك لفساده وطغيانه واستبداده وقهر الأمة العربية. الشعب الليبي يسقط القذافي بعد أكثر من أربعين عاما من الظلم والفساد وهدر كرامة، ثم استعاد المواطن الليبي كرامته. الشعب السوري ما برح يكافح رغم جراحه من أجل الحرية والكرامة والقضاء على الاستبداد. الشعب اليمني ماانفك يطالب كل أحرار العالم أن يعينوه ليتخلص من حكم الاستبداد والفساد والظلم بقيادة عبدالله صالح ونيل حريته وكرامته. الشعب في مملكة البحرين منقسم طائفيا وقد يقود المنطقة إلى عظائم الأمور، كل ذلك بفعل غياب العقل عند الحاكم وقادة الرأي في البحرين. الشعب في الكويت يعيش بين الديمقراطية الدفترية والاستبداد المخيف. الشعب في الأردن يعيش بين الأمل في إصلاحات حقيقية وخوف من مستقبل مجهول. الشعب في المملكة السعودية ينتظر ماذا ستقدم له الأيام القادمة من إصلاح جوهري في كل مناحي الحياة بعد التغيرات في القيادة العليا. الشعب السوداني بين انفصال تحقق وانفصالات منتظرة. الشعب في الوطن العربي يثور ضد قادته من أجل الإصلاح والحرية والمشاركة السياسية. الشعب الأمريكي والشعوب الأوروبية تحاكي الربيع العربي، فثاروا ضد قادة النظام الرأسمالي وأسواق المال ومصاصي دماء الشعوب وناهبي ما في جيوبهم. في هذه الظروف العاتية يأتي خطاب أميرنا المفدى ليقدم لنا كشف حساب مقارن بين ما تم إنجازه وما يتوقع إنجازه من بناء وتأسيس لبنية تحتية صلبة. واستعرض إنجازات يفتخر بها المواطن القطري ونظامه السياسي منذ عام 1995 وحتى عام 2010 م في مجالات التعليم والصحة والرياضة، في المجال الاقتصادي أكد أننا نقف على أرض صلبة في الظروف التي تمر بها أنظمة عربية وعالمية وهي تقف على أرض وحلة هشة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، أما قطر فإن أرضها الصلبة تعيش في مأمن من المخاطر الاقتصادية بعد أن تجاوزنا التأثيرات السلبية للأزمة المالية العالمية. وأشار سموه إلى أن المكافآت المالية التي منحت للمواطنين في قطاعات الدولة والقطاع العام وفي بعض المؤسسات الخاصة المشتركة يجب ألا تكون مدعاة لتبني ثقافة الكسل والاستهلاك بل حافزا ودافعا لتبني ثقافة العمل والإنتاج، إن مستقبل قطر مرتبط باعتبار أخلاق العمل والإنتاج والإتقان جزءا من قيمنا. (2) منذ توليه مهام القيادة في منتصف تسعينيات القرن الماضي وهمه الوحيد النهوض بالمجتمع القطري فكانت خطوته الأولى نحو المدرسة ليطلع بنفسه على مستوى التعليم وإدارته، وراحت زوجه سمو الشيخة موزا المسند تطرق هي الأخرى أبواب جامعة قطر لتلتقي بالطالب والأستاذ والإدارة لتطلع عن كثب عن الخلل إن كان هناك خلل وذلك لإصلاحه، وراح ولي عهده سمو الشيخ تميم يوجه المجلس الأعلى للجامعة نحو القفز المبني على أسس علمية للنهوض بمستوى الطالب الجامعي وأساتذته ومعدات تعلمه فأعطى ميزانية للجامعة عالية الأرقام وخول الصلاحيات وعدم التوقف على أعتاب البيروقراطية, فكان شعار القيادة الثلاثية " العقل السليم في الجسم السليم " بمعنى أن النهوض بالدولة لن يكون إلا بالعلم، والصحة والرياضة ليكتمل العقل السليم. إن سمو الأمير يدرك منذ زمن ليس بالقصير أن الإنصاف والعدالة والحرية قيم إنسانية لا تُستثنى منها أمتنا العربية، وراح يؤكد إدراكه أمام المجلس " أن الشعوب لا تسكت على الضيم للأبد " لذلك لم تجد قطر صعوبة في تقبل ما يجري في العالم العربي، وبادرت وعملت بكل ثقة لتذكير الحاكم العربي بأهمية الإصلاح وسرعة تنفيذه كي لا تفاجأ بتحرك الشارع ضد النظام السياسي في أي بلد عربي وتكون المواجهة بين الحاكم والشعب، لكنهم مع الأسف لم يستبينوا النصح فانفرط الزمام وهذه الدماء تسيل في عواصم عربية عديدة. لقد قطع سموه عهدا " بأن قطر سوف تقف دائما وبقدر ما تسمح به ظروفها إلى جانب كل الشعب العربي إذا كانت تطلعاته صائبة وملحة ولا يقبل الصمت على ما يتعرض له و" لم ينس سموه جراح الشعبين العربيين السوري واليمني ولن ينام له جفن حتى يرى عودة الكرامة والحرية والأمن والاستقرار للشعبين الشقيقين فقد دفعا الثمن من دمائهما غاليا، ولم ينس انتصار الشعب العربي في تونس وإجراء انتخابات شفافة ونزيهة أدت إلى قبول التعددية السياسية لأول مرة في تونس فقدم لهم التهنئة القلبية الصادقة، وكذلك انتصار الشعب المصري في إطاحته بأعتى نظام قاده حسني مبارك وطغى وتجبر حتى على أمتنا العربية، فقد فسد وأفسد كل الحياة. أما ليبيا فشأن آخر إذ إنه شريك في تحقيق الانتصار لكن الطريق ما برحت طويلة والمسيرة شاقة. كانت خاتمة حديثه الصادق الإعلان بأن العام 2013 سيشهد فجر الديمقراطية الحقة بإجراء انتخابات حرة ونزيهة لمجلس الشورى لتكتمل دورة الإصلاح في قطر، تعليم متقدم، وصحة متميزة ورياضة نافعة ورفاهة اقتصادية وأمن وحرية فكرية ومجلس شورى منتخب لنحلق جميعا في معراج الدول المتقدمة بكل المقاييس. آخر القول: وفق الله أميرنا لنصرة أوطاننا العربية للتخلص من الطغاة والفاسدين المستبدين.