14 سبتمبر 2025
تسجيلبدايةً وقبل مواجهة العالم الخارجي، أولًا وقبل كل شيء.. العائلة التي تعول الفرد نفسه وتوجهه وتنميه، وهي المهد الأول والحاضن القوي لأبنائها واحفادها، وهي المكسب الاول الذي يكتسب الشخص منه وفيه كل الأفكار صغيرها وكبيرها. ستخرج من عائلة لتكون عائلتك الجديدة، فغالبًا ستبني وسطًا، كالمحيط الذي ربيت فيه تمامًا، أو لربما ستتخذ خطوات إدراك وتوجيه مسبقة، قبل أن تبدأ ببناء جدران منزلك. اليوم نرى أن المشكلة وكل المشكلة تنبع من أصل المجتمع ولبنته الأولى والاساسية، الأسرة. فالأفكار بدأت تغزو وتستهدف أقماع البيوت التي تحوينا، ليس هذا فحسب، بل حتى كادت تفرق وتفكك الأسر عُنوةً كما هو في بعض بلاد الغرب اليوم وهذه إحدى القضايا الأخرى التي يفتعلها اتباع الشياطين. عمومًا، انظروا بعمق لكل الأفكار الحديثة والمعتقدات المستحدثة والمقصودة التي باتت تخترق عقولنا وعقول الأجيال الصاعدة من زوايا المنزل، والمُدرعة بـ “المنطق الحُر». فالدمار دمارٌ داخلي يتجه إلى حرب فكرية وسلوكية متسللة قائمة على أساسٍ يُستدرج فيه أبناؤنا، أبناءُ هذا الجيل. فأصبحنا نسمع قضايا غريبة تُطرح كالشواذ، والمساواة، والنسوية، وجمعيات الحقوق، وغيرها الكثير، والكثير. حتى إن بعض عقولنا لا تكاد تُدركها ا! فلازالت هناك تلك الاجيال الجديدة التي قد تعيد النظر لهذه القضايا من جهة «منطقية وحُرة» لأنها كبرت في هذا الزمن المولِد لكل هذه الأفكار لتصبح مطروحة ومنطقية أمامهم، ولكن المخرج الوحيد لكل هذه الاكذوبات المتسللة هو أساس وعائل الفرد، أسرته، محيطه الأول والأضيق، لأنها المحتل الأساسي والمؤثر الفعال لعقله. فلنعلم ولنوقن حق اليقين أن البناء صعبٌ جدًا، وأن الهدم أسهلُ ما يكون، وأن كبريتا واحدا كافٍ لإشعال أمة بأكملها بمكر الغزو الفكري، والتلاعب بالعقول البشرية واستلهام قواعد مجتمعية جديدة من رؤية غربية. طالبة في جامعة قطر