27 سبتمبر 2025

تسجيل

تدابير لمكافحة العدوى في المدارس

04 أكتوبر 2022

ما إن يبدأ العام الدراسي وتبدأ عودة الطلاب للمدارس والروضات، إلا وتبدأ شكاوى العديد من الأمهات بسبب الإصابة المتكررة لأبنائهن بالأمراض كالرشح والزكام وغيرها. وأيام المدرسة لا ينبغي أن تكون كلها أيام برد وإنفلونزا. فبحسب مركز السيطرة على الأمراض، فإن 40% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 5-17 عاما، غابوا عن ثلاثة أيام دراسية أو أكثر خلال العام بسبب المرض. وبصورة عامة، يفقد ما يقارب 22 مليون يوم دراسي كل عام بسبب نزلات البرد وحدها. فكيف تقوم المدارس بواجبها التعليمي في بيئة يتم فيها السيطرة على العدوى، هذا ما سوف نطرحه في هذا المقال. تعتبر المدارس ودور الحضانة من الأماكن التي يكثر فيها انتقال العدوى بين الطلبة. وقد تعزى أسباب ذلك إلى عدم اكتمال نمو أجهزتهم المناعية، والاتصال القريب مع الأطفال الآخرين ومشاركة الأشياء. يصحب ذلك ضعف في ممارسات وإمدادات النظافة العامة وسوء التهوية. ناهيك عن عدم استبعاد من تظهر عليهم علامات المرض. كل ذلك يؤدي إلى سرعة انتشار العدوى بينهم. وتعتبر العدوى ومكافحتها مسألة ذات أهمية كبيرة، حيث إن الآباء يريدون أن يطمئنوا على أن الرعاية التي يتلقاها أبناؤهم في المدارس يتم توفيرها في بيئة نظيفة وآمنة. تحدث سلسلة العدوى بسبب الكائنات الحية الدقيقة بما في ذلك البكتيريا والفطريات والفيروسات. وقد يتعرض الأطفال والموظفون لهذه الكائنات الدقيقة، عبر وسائل مختلفة خلال يومهم. وسيؤدي كسر روابط هذه السلسلة في أي وقت، إلى السيطرة على خطر العدوى عن طريق منع انتقال الجراثيم إلى الشخص الضعيف. ويتم تحقيق ذلك عن طريق إزالة العدوى ومنع انتقال الكائنات الدقيقة، وتقليل ضعف الشخص. والسيطرة على العدوى، يتطلب من الإدارة المدرسية ولجان الصحة والسلامة بالتعاون مع الجهات الصحية، القيام بعدد من الإجراءات الاحترازية. وضمان التزام المدرسة باللوائح القياسية المعمول بها في جميع الأوقات، كما ينبغي عليها وضع إجراءات للرقابة الداخلية التي تضمن أن البيئة المدرسية تعزز الوقاية من العدوى والظروف البيئية الجيدة لمنع المرض والإصابة. وتنفذ جميع التدابير اللازمة لمكافحة العدوى. ومنع انتشار العدوى بين الطلبة والموظفين، يتم بأخذ الاحتياطات أو القيام بالممارسات القياسية. وتشمل هذه الاحتياطات آداب النظافة الشخصية وآداب الجهاز التنفسي والسعال، واستخدام معدات الحماية الشخصية، والتعامل السليم مع الإبر والأدوات الحادة الأخرى. كل هذه الطرق فعالة لمنع انتشار معظم الأمراض المعدية. ويجب تنفيذها وممارستها باستمرار. هذه الممارسات تنطبق على جميع الأماكن مثل الخدمات الغذائية والفصول ودورات المياه. كما يتم التشجيع على أخذ اللقاح الخاص بالإنفلونزا السنوي، وينبغي على الآباء أن يبقوا أطفالهم في المنزل، إذا كانوا مرضى، وأن يقوموا بإرسال المناديل معهم في الفصل وإن يعلموهم الطريقة الصحيحة لغسل الأيدي. كما يجب تعزيز غسيل اليدين في المدارس بشكل صحيح لجميع الموظفين والأطفال، وتوفير المرافق اللازمة لذلك، ويتم تخصيص أحواض غسيل للأيدي، بحيث تكون مزودة بصابون سائل ومناشف ورقية وعلى ارتفاع مناسب للأطفال. ويجب تشجيع الأطفال على غسل أيديهم وخاصة قبل الأكل وبعد زيارة المرحاض. فغسيل اليدين هو الإجراء الوحيد الأكثر أهمية لمنع انتقال العدوى. ويعد التنظيف والتطهير من الإجراءات الفعالة في السيطرة على العدوى. فيتم تنظيف الأسطح مرة واحدة على الأقل يوميا. والتنظيف يكون بمنتجات تحتوي على صابون ومواد تنظيف وتطهير معتمدة. ويجب وضع جداول تنظيف توضح بالتفصيل ما يجب تنظيفه ومتى يجب تنظيفه وكيف يجب تنظيفه ومن المسؤول عن تنظيفه. ومن خلال خبرتي، وجدت أن هناك عاملا مهماً تغفل عنه العديد من المدارس في السيطرة على العدوى، وهو جودة الهواء الداخلي والتهوية، والتي تعتبر مكونا رئيسيا يؤثر على البيئة الداخلية في تقليل انتقال الأمراض المعدية، وقد تتطلب المناطق المعرضة للخطر مثل غرف العزل أو غرف الممرضين إلى استخدام مرشحات للهواء عالية الكثافة (HEPA) داخل هذه الغرف. كما يتطلب مراقبة أداء أنظمة التهوية في جميع المبنى المدرسي لتكون فعالة، وتزود النسب المطلوبة من الهواء الخارجي النقي الذي تحتاجه كل مساحة، ولا يتم الاعتماد الكامل على تدوير الهواء دون معالجة. فالهواء وسيلة أساسية لنقل العدوى. ويعتبر التواصل الجيد وتثقيف الموظفين والطلاب وأولياء الأمور من الوسائل المساعدة في السيطرة على العدوى. ويجب أن لا ننسى أهمية الامتثال لسياسة استبعاد الموظفين والطلاب المرضى في المدارس وأماكن رعاية الأطفال. وختاما: من المهم أن يكون لدى جميع الموظفين والطلاب فهم واضح لدورهم في منع انتشار العدوى، ويجب أن يتلقى الموظفون التدريب والإشراف المناسبين، فالوقاية من العدوى ومكافحتها مسؤولية الجميع. [email protected] @falotoum