26 أكتوبر 2025

تسجيل

فاز من فاز وخسر من خسر ففي النهاية قطر من فازت !

04 أكتوبر 2021

كانت ليلة يوم السبت الماضي أشبه بالليلة المحمومة بعد أن اُعلن إغلاق الدوائر الانتخابية الخاصة بالتصويت لمرشحي مجلس الشورى ورفع الصناديق والبدء في فرز الأصوات تمهيدا لإعلان الأسماء الفائزة بعضوية المجلس والتي بدأت تنزل تباعا تارة من مصادر موثوقة مثل صحيفة الشرق والتي كانت سباقة كعادتها فى التفرد بنشر أسماء الأعضاء الفائزين كمصدر إخباري يُعتد به وتارة من مصادر لا تعد رسمية أو حكومية لكنها تحمل صفة المصداقية وتقوم عليها حساباتها على منصة التواصل الاجتماعي (تويتر) وقد كنا في ذلك الوقت بين مستقبل ومنتظر لأن يتم إعلان جميع الأسماء وبلورة مجلس الشورى قبل إعلانه بصورة وافية كاملة وبصورة رسمية ولا أريد أن أصف لكم وضع الجميع في قطر وكيف كان يترقب إعلان هذه الأسماء التي تنوعت بين شخصيات معروفة لها باع طويل في خدمة البلاد والعباد وشخصيات مغمورة سيكون مجلس الشورى الميدان الحقيقي الأول لإثبات جدارتهم واستحقاقهم بالمنصب لا سيما وإن معظم جلسات المجلس سوف تكون علنية وسيتم تداول قضايا المواطنين على مرأى من العالم وليس على مستوى الدولة فقط لذا الأحرى بالجميع أن يكونوا على قدر هذه المسؤولية العظيمة التي كُلفوا بها من قبل الناخبين الذين أعطوا أصواتهم لهم وفازوا بها بعد توفيق من الله عز وجل. ولعل الملفت ونحن نترقب نشر الأسماء الفائزة التي كانت تنزل في تسلسل عشوائي لأسماء الفائزين وأرقام الدوائر هو تلك الروح الرياضية العالية والأخلاق السامية بين من خسر السباق الانتخابي ومن فاز به والأمنيات الطيبة بأن يوفق الله الأعضاء الجدد على ما كُلفوا به من مهام جسيمة في أول مجلس شورى يقوم ثلثا أعضائه على الانتخاب لا التعيين في صورة جسدت مشاعر الأخوة النبيلة بين جميع المرشحين دون أن تغلب أي مشاعر سلبية في نفوس الخاسرين منهم فانتشرت مقاطع وصور حية لمشاهد العناق والتهاني التي استقبل بها الخاسرون بالتصويت إخوانهم ممن حظوا بأغلبية الأصوات وفازوا بالعضوية معبرين عن إيمانهم الكبير بأن المنافسة الشريفة لا يمكن أن تخلف سوى هذه المشاعر التي ظهرت في كل دائرة ومثلت أرقى صور الانتخابات التي خرج بها الجميع فائزا بلا شك حتى من معشر النساء واللاتي لم يتمكن أحد منهن من الظفر بمقعد في المجلس لكنهن بلا شك اكتسبن شعبية وخبرة للجولات القادمة بحول الله وإن كن قد خسرن معركة الفوز فإنهن ربحن معركة الانتخابات بطرحهن الراقي والمستنير لأفكارهن وبرامجهن الانتخابية المميزة التي حظيت بتأييد وتشجيع من أبناء دوائرهن الانتخابية وهذا جانب لا يمكن تفسيره كما فسرته إحدى عضوات مجلس الشورى السابق والتي حظت على مقعد العضوية آنذاك بالتعيين لا الانتخاب في أن ما وصفته (بالمجتمع القبلي الذكوري) هو من أعطى الأصوات للمرشحين من الرجال مهمشا إعطاء المرأة الفرصة لأن تثبت جدارتها وأحقيتها بأن تكون إلى جانب الرجل في هذه المهمة ذلك أنه لا يوجد لدينا ما يسمى بالمجتمع القبلي الذكوري لينتقي التصويت لرجل على حساب المرشحات ولكن لا يزال لدينا تردد في تقبل التعامل مع المرأة مباشرة ودون تحفظ وهذا لا يعد انتقاصا منها ومن قدراتها على تحمل مسؤولياتها لكنه على الأغلب نوع من التأدب معها حفاظا على خصوصيتها وهو أمر واضح لا يمكن أن يقبل التأويل بما ليس موجود في الحقيقة وأن الأمر لم يكن انتقائيا بقدر ما كان افتراضيا بأن يكون أعضاء المجلس ممن لهم باع طويل في العمل وتولي مناصب خدمية للشعب وفي الأخير لا يمكن إلا أن نتمنى للجميع التوفيق والنجاح والسداد في عمل لا يقبل إلا العمل الجاد والمساعي الحثيثة التي تجعل من الناخبين فخورين بأصواتهم التي منحوها للأعضاء عن جدارة واستحقاق !. ‏[email protected] ‏@ebtesam777