01 نوفمبر 2025

تسجيل

التغافل

04 أكتوبر 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كنت في أحد المجالس، وفي وسط نقاش صاخب، وبينما كان أحد أصدقائي يتحدث، قاطعه أحدهم وعلق على كلامه بتعليق بذيء، فصمت صديقي لبرهة، ثم أكمل حديثه كأن شيئاً لم يكن. وبعد فض المجلس سألت صديقي لماذا لم ترد على من علق على حديثك وتجاهلته، فقال لي: تذكرت كلام الإمام أحمد بن حنبل عندما سُئل: أين نجد العافية؟ فأجاب الإمام: تسعة أعشار العافية في التغافل عن الزلات، ثم أكمل الإمام: بل هي العافية كلها.التغافل فن لا يتقنه الكثيرون، فهو يحتاج للكثير من ضبط النفس، وحساب العواقب، واستحضار الأولويات، وهدوء فكري ونفسي.التغافل يعني تجاهل الإساءة، مع علمك بها، ليس ضعفاً، بل ترفعاً عن الخوض في جدال لإثبات صحة رأيك وقوة حجتك، والدخول في مهاترات لرفع مكانتك التي قد تتوهم بانها سقطت.والتغافل هو تقديم أولوية الترفع والفوز براحة البال، عن الدخول في معارك كلامية لا تنتهي، ولو انتهت، فإنها غالباً تنتهي بقطيعة، وضيق، ومشاعر سلبية، واقتناص الفرص للنيل من الخصم.يقول أبوتمام:ليس الغبي بسيد في قومهولكن سيد قومه المتغابيويقول الشافعي:يخاطبني السفيه بكل قبحفأكره أن أكون له مجيبايزيد سفاهة فأزيد حلماًكعود زاده الإحراق طيبافعلينا مجاهدة النفس، والتغاضي عن الإساءات، وتقديم الخلق الرفيع على النزول لمستوى من يسيء إلينا. أما إذا ذهبت تدقق خلف كل كلمة وتبحث عن كل مقولة قيلت فيك وتحاسب من أساء إليك، وترد على من هجاك، وتنتقم من كل من عاداك، فأحسن الله عزاءك في صحتك وراحتك ونومك ودينك ووجاهتك. بل وستصيبك الأوهام بان الجميع ضدك، يحسدونك ويحقدون عليك. وسيصيبك الكبر والعنجهية، وستصبح منبوذاً من الناس، وستخسر كل من حولك.