14 سبتمبر 2025
تسجيليحتفل العالم بأكمله بهذا اليوم في 1ديسمبر من كل عام، تعزيزا لمكانة وأهمية كبار السن فى الاسرة والمجتمع، ولتسليط الأضواء من كافة الجوانب النفسية والاجتماعية والدينية والتربوية والثقافية وغيرها، التي تحتلها هذه الشريحة في المجتمع التي لعبت دورا كبيرا فى تعزيز القيم الثقافية والاجتماعية، وكانت سببا فى إثراء العديد من المجتمعات من خلال خبرتهم وطاقتهم وتحملهم لكل اشكال المسؤولية المجتمعية، ولهم اسهامات كبيرة لايستطيع احد منا تجاهلها فى ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية، ويعتبر هذا اليوم ذا اهمية من ناحية اخرى من خلال طرح كافة التحديات التى يواجهها كبار السن والمقبلون على مرحلة الشيخوخة فى الاسرة والمجتمع وعلى وجه الخصوص الصحية، وربما نفتقر لثقافة الشيخوخة وكيفية التعامل معها سواء على المستوى الشخصى او الاسرى والمجتمعى، من خلال الاصرار على الاستمرار على العديد من العادات غير الصحية وعدم القدرة على الاستيعاب الفكرى والعقلى لكيفية التعامل مع الامراض والاعراض المصاحبة للشيخوخة، وخاصة من كثير من الافراد الذين تعتبر حياتهم شبه روتينية ولاتوجد لديهم اى انشطة اجتماعية ولا اقتصادية قبل الشيخوخة، فيكونون اكثر عرضة للانتكاسات الصحية بسبب الروتين وقلة الوعى الصحى. وتليها التحديات الاجتماعية والنفسية التى يتعرضون لها عند الاقبال على الشيخوخة ويتركون وظائفهم المهنية التى تتوقف نسبة كبيرة من علاقاتهم الاجتماعية عليها، وعند التقاعد يفتقدون نسبة كبيرة من علاقاتهم الاجتماعية مع العمل.. ومن ناحية اخرى على المستوى الاسرى قد يعانى الكثير من كبار السن فجوة كبيرة فى علاقاتهم الاسرية بسبب انشغال الكثير من ابنائهم بحياتهم الاجتماعية والعملية والفراغ النفسي الذى يكونون فيه بعد التقاعد، وعدم فهم الكثير من الابناء للمرحلة النفسية والتحديات النفسية التى يواجهها كبار السن ويعتقدون انه لاتوجد لديهم اى احتياجات اخرى في الحياة سوى توفير بيئة مادية وخادم وسائق فى خدمة كل منهم وغيرها من المظاهر الشكلية التى تحكم حياتنا الاجتماعية كمجتمعات عربية بشكل عام، ولذا يغفل الكثيرون عن اهم التحديات والاحتياجات التى يواجهها كبير السن، ومن زاوية اخرى التحديات التى يواجهها فى علاقاته فى التواصل مع المجتمع بعد التقاعد، خاصة وأن الكثير منهم يملك العديد من الطاقات والخبرات ومازالت لديه القدرة على العطاء بطرق مختلفة.. لذا فنحن نطرح اهم المقترحات من خلال هذا اليوم بتسليط الاضواء على ثقافة التقاعد وكيفية الاستعداد لها منذ المرحلة الشبابية، والتوعية الكافية حتى تصبح ثقافة الشيخوخة مرحلة كإحدى المراحل التى يمر بها الفرد وتحتاج الى وعي كاف للتخطيط لها وكيفية التعامل معها، وتسخير الخبرات والمهارات والطاقات فى مشروع اجتماعى او اقتصادى او تطوعى يمارس الشخص اجمل ماعنده فيه ويستثمر كل طاقاته وخبراته من خلاله، كما نرى هذه الثقافة بالدول الغربية من خلال الانشطة المتنوعه التى يقبلون عليها بما يتناسب مع احتياجاتهم العمرية ولاتجد اى تحديات يتعرضون لها بنفس الصورة التى نراها بالمجتمعات العربية، لذا فنحن بحاجة ماسة الى زيادة الوعى الفكرى والثقافى بثقافة التقاعد والشيخوخة، والاستفادة القصوى من الخدمات التى تقدمها المؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والتطوعية فى هذا الاطار، وعلى رأسها مركز تمكين ورعاية كبار السن تحت مظلة مؤسسة العمل الاجتماعى التي تقدم كافة الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية والثقافية والترفيهية من خلال انشطتها وخدماتها المتعددة، التي تخدم هذه الشريحة التى تمثل مكانة رفيعة المستوى بالمجتمع، حتى نتفادى كافة العقبات الناتجة عن هذه المرحلة ولذا فلن تتغير العديد من جوانب حياتنا الا بزيادة الوعي الفكري والثقافي، والتخطيط المسبق المبني على درجة كافية من الفكر والعقلانية لتوظيف كافة الطاقات والخبرات والقدرات فى النهوض بالمجتمع، بما يتناسب مع الرؤية المستقبلية التى تنظر لها الدولة، ونحن قادرون على ذلك.