27 أكتوبر 2025

تسجيل

الساحة متاحة لمرشح قطر لليونسكو (1-2)

04 أكتوبر 2016

باتت مهمة اليونسكو الأساسية بناء السلام في عقول البشر، من خلال الارتقاء بالتعليم وإثراء التنوع الثقافي واحترام الاختلاف، وهو الخط الاساسي الذي عملت عليه اليونسكو، وكي تصبح قادرة على نشر ثقافة السلام، اعتمدت في برامجها على ثورة المعلومات والتكنولوجيا والفضاء الإلكتروني اللامحدود، الأمر الذي يضيف لليونيسكو دورا في بناء العقول بالتعليم، ولا يقف ذلك عند المدارس والجامعات فقط وانما بالإعلام وغيره من وسائل التواصل. ومنذ أن كشفت الدوحة رسميًا عن ترشيحها لوزير الثقافة السابق، مستشار سمو الأمير للشؤون الثقافية، سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري لمنصب المدير العام لليونسكو، خلفًا لإيرينا باكوفا، وهذا الرجل يجول العالم قابلا للتحدي وفارضاً حضوره على المجتمع الدولي كرجل كفء للمنصب، ليس باعتماده على تاريخه الثقافي، وخبرته العلمية، والعملية في المحافل الدولية وابرزها تجربته الثرية مع اليونسكو فحسب، بل لأنه يحمل فكر دولة طموح تدعمه وتسانده لإيصال أحد ابنائها الى سدة كرسي هذه المنظمة الدولية، التي لم يترأسها أي عنصر عربي طوال تاريخها. نتابع وبجدية تامة الجولات التي يقوم بها المرشح القطري لليونسكو، ولقاءاته على أعلى المستويات في الدول الفاعلة على الساحة الإقليمية والعربية والعالمية، فيما بقيت دول أخرى منافسة في الترشيح صامتة، ولم نسمع عن أي تحرك من مرشحيها لهذا المنصب، فكل دولة كما يبدو منها مشغولة بمشاكلها وأزماتها، مما يعني أن للمرشح القطري الفرصة الأوفر، ومعروف أن فترة المدير العام الحالية إيرينا بوكوفا تمتد حتى عام 2018، إلا أن شغور المنصب بسبب ترشحها لمنصب أمين عام الأمم المتحدة نهاية هذا الشهر، سيدفعها للاستقالة، ويفتح باب الترشح أمام الدول العربية على وجه الخصوص، لتسمية من سيخلف بوكوفا في منصبها.. من الإجراءات الاستباقية خلال الفترة القليلة القادمة أن يدعو المجلس التنفيذي الدول الأعضاء، لاقتراح أسماء المرشحين الجدير بهم الترشح لمنصب مدير عام اليونسكو، وبعدها سيتم إجراء اقتراع سري على المرشحين، وسيقوم بعدها رئيس المجلس التنفيذي بإبلاغ المؤتمر العام باسم من تم اختياره مديراً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة، بعد ان يصبح شاغراً في نوفمبر 2017، ويعلن عن انتهاء الولاية الثانية والأخيرة للمديرة العامة الحالية. أصبح دور اليونيسكو اليوم مهماً لحفظ السلام والامن الدوليين، ولن يتحقق ذلك إلا بخلق ثقافه تثمن وتقدر التنوع، والشواهد تؤكد ان الاختلاف سواء بسبب الدين او الجنس او العرق ليس مدعاة للنزاع، فالثقافات المختلفة لا تتناحر، وانما كل ثقافه تكمل الأخرى، وضمن التحديات أن الحفاظ على التراث اصبح تحدياً عصيباً بعد ان تعرضت نسبة مهمة من الآثار والإبداعات الانسانية للتهديد، في دول تعاني من قلاقل ونزاعات مسلحة، وهو ما يدعو لحمايتها ليس ببناء الاسوار بل بعقول بشر يعيشون حول هذه الآثار القيّمة في العالم. ضمن جولات مرشح قطر لليونسكو سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، قال في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الألمانية: إن لديه برنامجاً لإخراج المنظمة من أزمتها، ووعد بـ "انطلاقة جديدة لليونيسكو"، والرجل (قول وفعل)، وسيجد بلا شك الدعم الكامل لتوجهه، خاصة من الدول المؤثرة التي تعي ان انتخاب شخصية عربية للمنصب للمرة الأولى في تاريخ المنظمة، بأنه "فرصة تاريخية ثمينة، من أجل تعزيز التعاون متعدد الأطراف" وهو ما سوف يحققه الكواري في مسيرته القادمة. وسلامتكم