19 سبتمبر 2025
تسجيليكثر الحديث – بعد كل رمضان – عن الدراما الخليجية! وأغلب الآراء تكون نوعاً من "جلد الذات"، والتنفيس عن "الاحتباس" النفسي. في ذات الوقت، فإن أغلب الذين يعارضون أو يكتبون بسلبية عن المسلسلات الخليجية، نجدهم أولَ من يداوم على مشاهدتها.ماذا يفعل مؤلفو الدراما بعد أن استنفذت القصص والأحداث على مدى 45 عاماً من عمر التلفزيون؟ فلابد وأن يدخل هؤلاء مناطق أو مساحات جديدة، قد تغلب عليها "الفانتازيا" التي لا تكون مقبولة لدى جميع فئات المشاهدين. ورغم أن معظم هذه المسلسلات ينقل صوراً حقيقية لما يجري في المجتمع، إلا أن الجمهور يرفضها، ويعتبرها "تشهيراً" بالشخصية الخليجية، التي يعتبرها البعض "مُنزهة" ولا تأتي إلا بالمعروف ولا تقترب من المنكر.إن المجتمع الخليجي شأنه شأن أي مجتمع على وجه الأرض، فيه الإنسان الصادق والمتسامح والأمين والمخلص، وفيه الإنسان الكذوب والصارم والخائن والسارق!. لقد أوردت مجلة سيدتي (عدد 1794 -25/7/2015) استقصاءً عن مشاهدات الجمهور للمسلسلات الخليجية خلال شهر رمضان الماضي، ومما ورد في ذلك الاستقصاء أن تناول قضية شريحة من المجتمع لا يعني اتهام جميع أفراد المجتمع، بل إن ذلك الإنتاج يسعى إلى حل اتجاهات سلبية في المجتمع. ولقد تم تناول مسلسل (أمنا وريحة الجنة) وبطلته الفنانة سعاد العبدالله، حيث يتساءل البعض: هل لا يوجد في دنيانا من لا يحجر على والده أو والدته!؟ ولكن بطبيعة الحال ليس كل الناس كذلك.ولقد أوردت المجلة صدارة المسلسلات حول مطابقة العمل للواقع، وكان الأمر في المملكة العربية السعودية كالتالي: - سيلفي 55%- منا وفينا 17%- ذاكرة من ورق 16%- أمنا وريحة الجنة 12%أما الصدارة في مطابقة العمل للواقع في دولة الإمارات العربية المتحدة فكانت:- سيلفي 80%- لو أني أعرف خاتمتي 60%- النور 55%- لك يوم 40%أما الصدارة في مطابقة العمل للواقع في الكويت فقد كانت: - تورا بورا 90%- الليوان 80%- قابل للكسر 45%- أمنا وريحة الجنة 13%أما الصدارة في مطابقة العمل للواقع في البحرين فقد كانت:- سيلفي 90%- النور 67%- في أمل 60%- أمنا وريحة الجنة 55%وهكذا تفاوتت الآراء والأذواق، وأن نمط المشاهدة والواقع الجغرافي أيضاً يؤثران على تشكيل الرأي العام حول الدراما الخليجية. ويرى البعض أنه لا يجب أن تكون الدراما الخليجية – فقط – عارضة للمشاكل، بل يجب أن تقدم حلولاً لها! ولعل الجواب بسيط هنا، هل من مسؤولية الدراما أن تقدم حلولاً؟ أم تترك لكل مشاهد حرية تخيّل الحلول المناسبة؟ إن الدراما ليست مدرسة أو مدرسة تهذيب بقدر ما هي أداة فنية تفتح العقول وتترك لها حرية تخيّل أو تصور الحلول المناسبة لكل قضية.بصراحة، الأذواق ليست نسخة من بعضها البعض، ومن يستحسن عملاً نجده ذات العمل غير مُستحب من آخرين، كما أن أي عمل فني توجد عليه ملاحظات أو حتى اختلافات حول النص أو طريقة المعالجة، وكذلك، درجة "حساسية" المجتمع في تقبل بعض الصور النمطية.ونلاحظ في الاستقصاء المذكور حصول برنامج (سيلفي) على أكثر الدرجات مطابقة للواقع، أنه أيضاً حصل على أعلى الدرجات من حيث غضب الجمهور لدرجة تهديد صاحب العمل (ناصر القصبي) بالقتل! وهذا يجعلنا نردد: رضا الجمهور غاية لا تُدرك!.