11 سبتمبر 2025

تسجيل

رسول العلم شكرا

04 أكتوبر 2015

يحتفي المجلس الأعلى للتعليم بيوم المعلم تحت شعار (رسول العلم شكرا ) برعاية كريمة من معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس المجلس الأعلى للتعليم يحتفي المجلس الأعلى للتعليم بيوم المعلم والذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام ويأتي هذا الاحتفال العالمي للمعلمين بناء لاعتماد اليونسكو عام 1994 هذا اليوم يوما عالميا بناء على توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في عام 1966، المتعلقة بشأن تحسين أوضاع المعلمين على مستوى العالم وعرفاناً بدورهم في توفير تعليم عالي الجودة. وهذا تأكيد على أهمية هذه الاحتفالية لأن لها دلالتها الكبيرة على المكانة العالية والرفيعة التي يحظى بها المعلّم في عالمنا المعاصر ووصف المعلمين بأنهم قوة اجتماعية وتربوية كبيرة وبهذه المناسبة يحضرني مثال من تاريخنا الإسلامي والذي يوضح عظم قدر المعلم ما يروى عن الواثق بالله أنه عندما تولى الخلافة دخل عليه هارون بن زياد، فبالغ في تكريمه وتعظيمه، فقيل له يا أمير المؤمنين: من هذا الذي أكرمته وأعظمته وأجللته كل هذا الإجلال؟ فقال الواثق: إنه أول من فتق لساني بذكر الله، وأدناني إلى رحمة الله- يعني أن هارون بن زياد ظل معلماً له، لذلك كان حرياً بذلك الإجلال والاحتفاء بمقدمه. نوجه دعوة إلى العاملين في مختلف المهن في مجتمعنا إلى الاعتراف بالدور الذي لا يمكن الاستغناء عنه، الدور الذي غالباً ما يكون صعباً، وفيه الكثير من التضحيات، هذا الدور الذي يقوم به المعلمون من أجل رفع مستوى التعليم رغبة منا في التعبير عن تقديرنا لجميع العاملين في مهنة التعليم، وبالذات أولئك الذين يعملون في ظل ظروف غاية في الصعوبة. إننا ندعو المعلمين إلى الشعور بالفخر والاعتزاز لأنهم يمارسون هذه المهنة، وإلى الاستمرارية في مجال مهنة التعليم . إن المعلم عبارة عن مثال حيّ (للتعليم المستمر) وذلك من خلال سعيه الدءوب للوصول إلى مزيد من المعرفة وتمكنه من أدوات القرن الحادي والعشرين، وكذلك من خلال عمله المستمر على تحسين نوعية التعليم الذي يقدمه والذي يشهد متغيرات متسارعة في مختلفة المجالات، لا سيما في التعليم، وذلك من أجل الوصول إلى مخرجات تحاكي هذا العصر بتوجهاته كافة . بينما نحن نتجه إلى إيجاد مجتمعات المعرفة وعليه فلا بد من تقدير المعلم أدبيا واجتماعيا من قبل كافة شرائح المجتمع . إلى كل معلم عشق مهنة التعليم وكرس كل حياته وأخلص بمهنته السامية برغم التحديات الفكرية والاجتماعية والإنسانية التي يواجهها بشكل يومي، إلا أن ابتسامة الرضا تنبع من اتباع أساليب تدريس تربوية كان لها الأثر في إحداث نقلة نوعية في حياة كل طالب، ومنظوره للآخرين من حوله.ورغم ما يحققه كل منا من إنجازات في حياته، فإننا نظل مدينين للأساسيات التي تعلمناها على أيدي معلمينا على مقاعدنا الدراسية، ولهذا وجب علينا توجيه كل تقدير واحترام وإجلال إلى المعلمين الذين لا يدخرون وسعاً ويكرسون الجهد والفكر والوقت لتربية النشء. ونؤمن كما يؤمن الكثير من المفكرين التربويين المسلمين بأن المعلمين والمعلمات ورثة الأنبياء، يقول صلى الله عليه وسلم (إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافر) وختاما إلى كل معلم ومعلمة (رسول العلم شكرا)