14 سبتمبر 2025

تسجيل

الدكتور الكبيسي والصحيفة والمواطن والداخلية

04 أكتوبر 2013

كتب الدكتور محمد الكبيسي مقالاً في صحيفتنا هذه بتاريخ 29 سبتمبر الماضي بعنوان " ابشر يا مواطن .. الداخلية معك" وقبل كل قول فإني أتقدم بشكري وتقديري للدكتور الكبيسي الذي تناول هذا الموضوع وسار بنفسه رغم مشقة الزحام وصعوبة الوصول إلى المكان الذي يريده الإنسان في الدوحة بسهولة نظراً للمشاريع الضخمة التي تقوم الدولة بتنفيذها والشكر موصول إلى كل منتسبي وزارة الداخلية على تسهيل مهام من يراجع مكتب أي مسؤول والشكر للكبيسي والداخلية مرة أخرى على سرعة الاستجابة وسرعة والإنجاز .. (2) قدر لي أن أواجه موقفاً مشابها مع شاب قطري ومكتب وزير الداخلية قبل أن يتولى الوزير الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني منصبا أعلى في الدولة. كانت مراجعتي لمكتبه قبل عامين تقريبا في شأن شاب قطري ينسب إلى قبيلة قطرية وصل إلى بيتي يطلب مني العون لدى الجهات المختصة بحثا له عن عمل، شاب في العشرينات من العمر. والحق أنها راودتني الشكوك، لماذا أنا من يستطيع عونه على إيجاد عمل ؟ سألته أليس عندك أهل وأقارب، وقبيلتكم واسعة الانتشار في البلاد وخارجها والكثير من رجالاتها يتولون مناصب عليا في الدولة ؟ قال: نحن عدد من الإخوان لم نكمل تعليمنا لأسباب اجتماعية، وشرح لي أسبابه فتعاطفت معه ولا استطيع شرح تلك الأسباب لأني لم استأذنه في شرحها على الصحافة . استطيع القول إنني لأول مرة في تاريخ حياتي أُخضع إنسانا لاستجواب دخل إلى خصوصيات حياته وحياة أسرته فاشتد تعاطفي معه . فاتني أن أقول إنني لم أتعرف عليه ولا على أحد أقربائه من قبل. والحق أنني اقتنعت وتفهمت حال ذلك الشاب. (3) طلبت منه مراجعة مكتب وزير الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني قال: حاولت ولم يسمح لي بمقابلة أي مسؤول في مكتب الوزير إلا بموعد ولم يعطوني موعدا. طلبت منه أن يكتب خطابا إلى وزير الداخلية فهو المكان الذي يمكن أن يحصل فيه على عمل بدون مؤهل علمي متقدم "جندي أو ما يشابه ذلك " وفعلا كتب الخطاب وحددت موعدا مع مدير مكتب الوزير لمقابلته وفعلا تمت المقابلة.  دخلت إلى مدير مكتب الوزير المكتظ بالمراجعين وجاء دوري اقتربت وشرحت الموضوع الذي جئت من أجله، وقلت فيما قلت، هذا الشاب لا أعرفه جيدا وليس لي به أي علاقة إنما علاقة مواطن بمواطن استعان بي للوصول إليكم، وإذا لم تعينوا هذا الشاب وأمثاله فماذا سيكون مصيرهم، سيلجأون إلى جهة تعينهم ماليا فالجوع والحاجة لا روادع عندها، قلت في تقديري إن الوظائف الشاغرة إذا سدت الأبواب الفاضلة أمام هؤلاء الشباب فهي الجريمة بكل أنواعها . كان مدير مكتب الوزير ذا خلق عظيم استمع لشرحي باهتمام دون مقاطعة متفهم للأمر ودخل بورقي الذي سلمته بيده وهي خطاب إلى سعادة وزير الداخلية الشيخ عبدالله تشرح حال ذلك المواطن الذي جار عليه الزمن نتيجة إشكالات اجتماعية خاصة بذلك الشاب، خرج مدير المكتب وطلبني الدخول لمقابلة سعادة الوزير، شرحت له حال ذلك الشاب وأمر فورا بإلحاقة بوظيفة في أحد أجهزة الوزارة إذا لم يكن عليه أي إشكال أمني . خرجت من مكتب الوزير في صحبة مدير مكتبه راح يستفسر عن حال ذلك المواطن من جهات الاختصاص فكان جوابهم بأنه لا غبار على ملفه وليس عليه أي إشكال، أمر مدير مكتب الوزير باتخاذ الإجراءات القانونية لتعيين الشاب طبقا لتوجيهات سعادة الوزير، وفعلا ذهب إلى الكشف الطبي واجتازه، والمقابلة الشخصية واجتازها وكان موعودا بالاتصال به عندما تكتمل إجراءات التوظيف . طال الزمان ولم يُتصل به، فبادر بالاتصال شخصيا بعد فترة ليست بالقصيرة قيل له، عليك مشكلة وهي أنك أصدرت شيكا بدون رصيد، وكنت متهما في قضية اجتماعية عندما كان عمرك دون الخامسة عشرة وبُرئت من تلك التهمة وهذه الأسباب تحول دون توظيفك في أي إدارة من أجهزة وزارة الداخلية. تردد علي الشاب وقلت له لقد أديت دوري تجاهك وتجاه الوطن ولم يعد بيدي حيلة أعينك بها . والحق، ومن باب الفضول، سألت الشاب لمن أصدرت الشيك المذكور قال أصدرته نيابة عن والدي وليس لمصلحتي، وذكر قيمة الشيك لكنني نسيت مقداره اليوم، ووالدي كان يعتقد أن عندي حسابا ومالا في البنك لم أستطع اقناعه إلا بإصدار الشيك ولم يتضرر منه أحد وسدد المبلغ بعد ذلك، وهذا الشيك والتهمة مضى عليهما أكثر من أربع سنوات فهل أبقى محروما من العمل في الدولة نظير ما فعلت. الله يغفر الذنوب إذا تاب الإنسان وأنا تائب مبرأ من كل ما حدث في الماضي، أفلا يغفرون لي خطيئة ارتكبتها بجهالة ؟ النتيجة: مواطن شاب، في ريعان شبابه، بلا دخل وبلا مستقبل جنى عليه مجتمع أسري لست في حل من ذكره، حُرم من التعليم لتلك الأسباب، أين يذهب ليستطيع بناء أسرة فاضلة وبناء مستقبل مشرف في وطنه ؟ لمن يلجأ في أجهزة الدولة لتعينه على إيجاد فرصة عمل مشرفة؟. اليوم معالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بيده الأمر ويستطيع إصدار تشريع وعلى عجل بطي تلك الملفات المتعلقة بمواطنين تحول بينهم وبين البحث عن إيجاد عمل وإعادة تسكينهم بين أفراد مجتمعهم. مرة أخرى شكرا للدكتور الكبيسي الذي أثار موضوعا مشابها وسعى لإيجاد حل له، وشكرا لكل منسوبي وزارة الداخلية الذين يسهرون على راحة المواطن وحماية الوطن من الجريمة قبل وقوعها وفي انتظار حل مشكلة ذلك الشاب قبل أن يستفحل أمره.