14 سبتمبر 2025

تسجيل

إرهاب العمالة المنزلية

04 أكتوبر 2013

برزت في السنوات الأخيرة أحداث هزت مشاعر مجتمعاتنا الخليجية ودقت ناقوس خطر تفشي ظاهرة دخيلة علينا، آخرها تلك الجريمة المروعة التي راحت ضحيتها طفلة تحكي ملامحها المعنى الحقيقي للبراءة والتفاؤل، أزهقتها يد خادمة تجردت من انسانيتها وقتلتها بدم بارد لتقلب حياة أسرتها إلى جحيم!! وليس ببعيد عن مكان هذه الحادثة المروعة وفي دولة خليجية أخرى أقدمت خادمة أخرى على قتل إبنة مخدومتها التي كانت تستعد لحفل زفافها بعد أيام قليلة لولا يد الغدر التي طالتها من هذه الخادمة المجرمة. قصصٌ مؤلمة نسمع بها ونشاهدها عياناً بياناً للعمالة المنزلية فيها دور البطولة الأحادية الدموية، ولو تمعنا في الأسباب لوجدناها تتلخص في دافعين: إما الانتقام أو لمرض نفسي أصاب هذه العاملة أو هذا العامل، وإن كان للانتقام فسببه مؤكد أنه يعود إما لسوء معاملة يتعرض لها هذا العامل أو هذه العاملة أو لعدم إعطائهم حقهم المادي والمعنوي، وقد يصل الأمر إلى تعدي المخدوم أو المخدومة بالاعتداء عليهم بالضرب!! وهذه في رأيي نتيجة طبيعية لما قد يحدث للمخدوم أو المخدومة من ردة فعل طبيعية تكون إجرامية في أغلبها، فمن يستقدم هذه العمالة عليه أن يعلم أن خيرهم قليل وشرهم كثير وأنها آفة الطفرة الاقتصادية وبحبوحة العيش التي نشهدها. ما أجمل حياة أمهاتنا وجداتنا في السابق، فكن رغم شظف العيش وصعوبته يعشن حياة سعيدة لم يستعنّ فيها بالغرباء، فتجد الواحدة منهن في شهر حملها الأخير تكون حاملا على طفلها في عامه الأول وتعمل بجد ونشاط في بيتها، إما أن تطبخ غداء أو عشاء زوجها أو أنها تكنس بيتها أو تقوم بغسيل الملابس، المهم أنها لا تمتعض ولا تشتكي لأنها تحب بيتها وعائلتها ومأجورة على كل ما تقوم به من أجلهم.. ما أجملها تلك الحياة.. أما الآن فتجد كل منزل يغص بهؤلاء الغرباء حتى أصبح عددهم يفوق ساكني المنزل، بل إنه من النادر أن نجد شابة لا تشترط عندما يتقدم لها عريس أن تكون الخادمة والسائق من أول متطلباتها!! ليتهم عاشوا وتجرعوا ما عانته أمهاتنا وجداتنا في حياتهن قبل عشرات السنين ليقدروا النعمة التي يحظين بها! ما دامت فكرة الاعتماد على الغير والاتكالية هي الطاغية على حياتنا، فعلينا أن نتوقع أن نشهد أحداثا مؤسفة ومروعة تأتينا من عمالة غريبة علينا ولم تتطبع بمبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا.."والله يستر من الجاي". فاصلة أخيرة من أجمل ما سمعت "لو أن تويتر طريق لكانت إماطة بعض مستخدميه من أنفع الصدقات"!!