11 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ بداية انتفاضة الربيع العربي في سوريا العام الماضي، اقتراحات كثيرة وسيناريوهات من جانب كل من المنظمات العربية والدولية، كجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، من أجل وضع حد لإراقة الدماء في سوريا، وكانت جامعة الدول العربية قد اقترحت في وقت سابق من هذا العام حلا شبيها بالسيناريو اليمني، لاعتماده، يلزم الرئيس بشار الأسد بتسليم السلطة لنائبه، كذلك ورد اقتراح آخر لتطبيق نموذج البوسنة، من خلال قيام حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة بتدخل مشترك في سوريا.وبعد أن قوبلت كل هذه المقترحات بالرفض من قبل الأسد، فإن الأزمة السورية ما زالت تراوح مكانها، ومع مرور الأيام تلو الأيام والشهور تلو الشهور، ما زال المدنيون الأبرياء يقتلون في ظل حرب أهلية بات شبحها يهدد مصير جميع السوريين والمنطقة أيضا.ونورد فيما يلي عشرة حلول يمكنها أن تنهي الأزمة في سوريا، وعلينا أن نتذكر أنه لا يوجد حل واحد يمكن له منفردا أن يحل الأزمة السورية، ولكن من خلال مزج اثنين أو أكثر من التدابير المقترحة أدناه، يمكن تمهيد الطريق لوقف العنف الذي يحدث.1. فرض منطقة حظر جوي في سوريا:ففي الأسبوع الماضي، دعت قطر لفرض منطقة حظر للطيران على سوريا لتوفير ملاذ آمن للشعب السوري، في ظل استمرار قوات الأسد في قصف المناطق التي يسيطر عليها الثوار، بواسطة الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر. وقال معالي الشيخ حمد بن جاسم رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية: إن إقامة منطقة حظر الطيران سيكون لها تأييد واسع من قبل كل من الدول العربية والأوروبية.2. تأمين المناطق التي يسيطر عليها الثوار:وتعزيزا للمكاسب التي حققها الثوار، فإن المناطق التي يسيطر عليها الثوار تحتاج إلى تأمين كامل من هجمات نظام الأسد، وفي هذا الإطار دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأمم المتحدة " لتوفر على الفور للشعب السوري كل الدعم الذي يطلبه منا وحماية المناطق التي تم تحريرها".3. تقديم المساعدات والدعم اللوجستي للثوار:وتماشيا مع الحل السابق، فإن تأمين المناطق التي يسيطر عليها الثوار يعني بالتالي أن على المجتمع الدولي أن يواصل تقديم كافة المساعدات الممكنة والدعم اللوجستي للثوار، بحيث تكون لديهم الأدوات اللازمة لتأمين المناطق التي تم تحريرها من قبضة نظام الأسد.4. تشكيل حكومة انتقالية سورية تحظى باعتراف من قبل المجتمع الدولي:وعلى غرار المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، فإن هناك حاجة ماسة لتشكيل إطار سياسي موحد يضم كافة ألوان الطيف التي تمثل قوات الثوار وجماعات المعارضة، فوجود حكومة سورية انتقالية تحظى باعتراف المجتمع الدولي، سيساعد على إضفاء الشرعية على نضال جماعات المعارضة ضد نظام الأسد، ويمنح الثورة واجهة سياسية، كما سيزودهم بالقوة اللازمة التي يحتاجونها عند تعاملهم مع نظام الأسد.5. قطع العلاقات التجارية مع روسيا والصين:وبما أن روسيا والصين قد ظلتا حجري عثرة أمام قرار مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، باعتراضهما ثلاث مرات على فرض إجراءات أممية بحق سوريا، مما أدى إلى الحالة الراهنة من الجمود في العلاقات الدبلوماسية بشأن هذه القضية، فإنه ينبغي للدول العربية تضافر جهودها من أجل قطع علاقات التبادل التجاري مع كل من روسيا والصين.ووفقا لنائب رئيس مجلس الدولة الصيني، لي كه تشيانغ، في تصريحات ألقاها خلال الدورة الثالثة للمنتدى الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية والتي عقدت بمدينة ينتشوان الصينية، فإن حجم التبادل التجاري الحالي بين الصين والدول العربية يقارب 200 مليار دولار أمريكي، وأن الاستثمارات بين البلدين قد نمت ثمانية أضعاف خلال السنوات العشر الأخيرة، هذا بالإضافة إلى ضخامة حجم التبادل التجاري بين دول الشرق الأوسط وروسيا، وفي وقت سابق من هذا العام، دعت العديد من القيادات الدينية لمقاطعة المنتجات الروسية والصينية بسبب دعم الدولتين للنظام السوري.ومن خلال قطع العلاقات التجارية مع روسيا والصين، فإنه تمكن ممارسة الضغط على هذين البلدين لإعادة النظر في دعمهما لنظام الأسد، وفي نهاية الأمر، فإن ما ستتكبده الدولتان جراء قطع العلاقات التجارية من قبل الدول العربية أكبر بكثير مما ستفقدانه من خلال تراجعهما عن دعم الحكومة السورية المحاصرة.6. تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة:ولعل أحد التدابير الأخرى في إطار جهود حل الأزمة في سوريا، يكمن في الدعوة إلى تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يسمح باستخدام القوة العسكرية من قبل الأمم المتحدة في سوريا، خصوصا وأن الصراع الدائر هناك الآن ربما يهدد السلام والأمن في المنطقة، وقد تم بالفعل اقتراح هذا الحل في مجلس الأمن الدولي عدة مرات، إلا أن كلا من روسيا والصين ظلتا تستخدمان حق النقض ضد هذا المشروع، وفي حين لا يزال حل الفصل السابع واردا، إلا أنه يحتاج لموافقة كاملة من جميع أعضاء مجلس الأمن.7. تخلي إيران عن دعمها لنظام الأسد:وإذا ما قامت إيران بتراجع مفاجئ عن دعمها لنظام الأسد، فإن هذا سيمثل ضربة قوية للنظام السوري، في مقابل عقد صفقة سياسية معها تتمثل في رفع العقوبات على تجارتها النفطية المفروضة من قبل الدول الأوروبية والغربية، وقد يرى البعض من أول وهلة استحالة تطبيق مثل هذا الحل، ولكن علينا أن نضع في الحسبان أن الاقتصاد الإيراني يعاني الأمرين بسبب هذه العقوبات، فلقد ارتفع معدل البطالة إلى نسبة 15.3٪ في عام 2011، في الوقت الذي تجاوزت فيه معدلات التضخم نسبة 22.5٪ في عام 2011، بالإضافة إلى التدهور التاريخي للعملة الإيرانية والاضطرابات التي بدأت تسري في أوساط الشعب الإيراني، ولعل أبلغ دليل على ذلك هو موجة الاحتجاجات الأخيرة التي اجتاحت محافظة خراسان رضوي، في شمالي شرق البلاد، بسبب ارتفاع أسعار الدجاج.8. إرسال قوات تدخل عربية ودولية مشتركة إلى سوريا:وخلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا، دعا حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى تدخل عسكري عربي في سوريا لوقف نزيف الدم في البلاد، وقال سموه: إن "من الأفضل للدول العربية نفسها أن تتدخل انطلاقا من واجباتها الإنسانية والسياسية والعسكرية، وأن تفعل ما هو ضروري لوقف سفك الدماء"، وساق صاحب السمو الأمير مثالا على ذلك بسابقة مماثلة حين تدخلت قوات الردع العربية في لبنان في سبعينيات القرن الماضي لإنهاء الاقتتال هناك.ولا شك أن وجود قوات تدخل عربية ودولية مشتركة يعتبر حلا مناسبا للحيلولة دون استمرار وتمادي الأسد في ذبح شعبه.9. تنحي الأسد ونقل السلطة:وهناك حل آخر وارد لنزع فتيل الأزمة السورية، وهو أن الأسد سوف يدرك في نهاية الأمر حقيقة ما وصلت إليه البلاد من وضع ميؤوس منه، ومن أجل الحفاظ على بعض المكاسب في وضعه الراهن، على ضآلتها، فإنه سيتنحى كرئيس وينقل السلطة إما إلى نائبه أو إلى حكومة مؤقتة، في مقابل منحه هو وأسرته الحصانة.10. اغتيال الأسد من قبل قوات الثوار:ويتمثل الحل الأخير والجذري للأزمة السورية، في إمكانية اغتيال الأسد، إما بواسطة الثوار، أو أي مجموعة أخرى، فيغدو مصيره مماثلا لمصير قاتل شعبه، وشبيهه الليبي معمر القذافي. نأمل ألا يصل الوضع إلى هذه النهاية لتجنب حدوث حرب طائفية مع الجيش العلوي الداعم للأسد، فلا تزال الأولوية هي إيجاد حل سلمي للأزمة السورية، ولكن وفي ظل إغلاق كل الأبواب أمام جهود تسوية الأزمة، فإن خيار الحل السلمي يصبح أمرا غير مجد، ومضيعة للوقت، ولآلاف الأرواح البريئة التي تظل تزهق هناك دون ذنب اقترفته، ودون وازع من ضمير أو دين أو حتى إنسانية من قبل نظام الأسد وقواته.