30 أكتوبر 2025

تسجيل

الدكتوراة.. من طموح بحثي إلى وضع سيكولوجي

04 سبتمبر 2023

لابد من إعادة النظر في إرسال بعثات جديدة للحصول على شهادة الدكتوراة رسمياً على الاقل إلا في حالة الحاجة الأكاديمية الملحة، بدأ البحث عن شهادة الدكتوراة في مجتمعنا طموحاً بحثياً وأكاديمياً لينتهي منذ مدة ليست بالقصيرة إلى وضع سيكولوجي ليس له علاقة بالعلم بقدر علاقته بالمجتمع وتحسين وضع الشخص اجتماعياً وهذا ايضاً مشروع الى حد ما إلا أنه لا يجب أن يكون على حساب العلم، اين تبدو الاشكالية، مجتمعاتنا مجتمعات ألقاب وصور نمطية، فشهادة الدكتوراة تماماً كشهادة الميلاد، تظل ملاصقة لك في كل مكان وفي أي زمان حتى وإن كان موضوعها دراسة سلوك النمل مثلاً، فتسمع جاء الدكتور، ذهب الدكتور، قام جلس، أكل... ابتزاز سخيف لوعي المجتمع لا داعي له، هناك نظام أعتقد أنه في فرنسا يدعى de-schooling ينزع شهادة الدكتوراة لمن لم يقدم بحوثاً ذات قيمة في كل فترة من الزمن، والربع عندها جلهم ولا أقول كلهم خاصة الذين هم خارج إطار الجامعة لم يعرفوا طريق البحث منذ حصولهم على الشهادة، ويستثمرونها في مجتمع منهك الوعي امام الشهادات وبريقها، البلد محتاجة أولاً إلى مهنيين وشهادات انتاجية في علوم تطبيقية، كما أن هناك حاجة كذلك الى تعزيز مفهوم الممارسة والخبرة واحلالها مكان الشهادات الجامعية، عدد من يحمل الدكتوراة في قطر أكبر من الإنتاجية المتوقعة منهم دليلاً على البعد الاجتماعي الصرف التي جاءت من أجله، في مجتمع قبلي يعني له الاسم الكثير والقبيلة المعنى الاكبر، أما عن مصادر هذه الشهادات فحدث ولا حرج، العروض تتوالى من كل ناحية، أحدهم غضب حين قدمته لأحد الأصدقاء مجرداً من لقب دكتور، سألت عن أحدهم ذات يوم مذكراً باسمه فجاءني الرد تقصد الدكتور، قلت له نعم، أجاب الدكتور.. - أعزكم الله - همست في داخلي، يا إلهي ما أعظم هذا الإنجاز الذي يلحق بصاحبه المتقاعد حتى في هذا المكان.