24 أكتوبر 2025

تسجيل

ضاقت عليها الفيافي والقفار!!

04 سبتمبر 2018

من أكبر مكاسبنا في الأزمة الخليجية المفتعلة من دول الحصار أننا استطعنا أن نختصر عشرات السنين في سنة واحدة، تمكنت من خلالها دولتنا الفتية حماها الله من شرور وغدر جيرانها من النهوض والاعتماد على سواعد أبنائها، وسد احتياجاتها الأساسية وإتمام المشاريع الحيوية والتنموية العملاقة التي أثبتت بأن قطر تجاوزت أزمات دول الحصار، وطوت صفحات غدرهم بانشغالها لرسم مستقبل مشرق وواعد كان وما زال محل إعجاب وانبهار من دول رائدة في الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا الحديثة. ومن هذه المكاسب التي يراها المراقبون بأنها أحدثت نقلة نوعية غير مسبوقة لدولة تتعرض لحصار جائر وتعمد لإلحاق الإضرار بها ومع هذا حافظت على قوة اقتصادها وتمكنت من تجاوز آثاره وتمتعت بمرونة وتنوع أكسبها ثقة المستثمرين والبنوك والمصارف الدولية. ولكن على الصعيد المحلي يبقى التماسك والإرادة الصلبة للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض في مجابهة هذا الحصار هو من أهم وأبرز مكتسباتنا من هذه الأزمة، وهو ما أعطى أرضية صلبة لجملة من الإنجازات التي تحققت لقطر لتتجاوز هذه الأزمة بنجاع واقتدار، وبالتأكيد فإن لحكمة وحنكة قائد مسيرتنا سمو الأمير حفظه والله ورعاه داعماً وسنداً ،كل هذا ساهم في الوصول إلى ما نحن عليه من منعة وقوة كانت محل احترام وتقدير دول العالم قاطبة. ولعل الظروف الحقيقية التي وقفت خلف قيام دول الحصار بمهاتراتها ومغامراتها الصبيانية والتي كشفتها التسريبات والتقارير التي أكدت بأنها تسعى إلى الهيمنة والاستحواذ على الثروات الهائلة لقطر ظناً منهم بأنها ستكون سهلة وفي متناول اليد من خلال غزو أعدّوا له بكل وقاحة ودناءة أفشلته يقظة قطر ورفض العالم لهذا التصرف الأرعن الذي يُناقض مبادئ وقيم الأمن والسلام العالميين. ورغم مرور أكثر من عام على حصار قطر ومحاولة دول الحصار إعادة سيناريو تركيع قطر وإخضاعها لهيمنتهم، فإن كل محاولاتهم باءت بالفشل الذريع وباتوا بين كماشتي أزماتهم الداخلية وسقوط هيبتهم أمام شعوبهم وأزماتهم التي افتعلوها في حربهم باليمن وتورطهم في انتهاكات لحقوق الإنسان واتهامهم من قبل المنظمات الدولية بارتكابهم جرائم حرب تٌلقي بالاتهام المباشر على قادتهم. ويبدو أن الفضائح لا تريد أن تنفك عن صاحبتها إمارة أبوظبي المارقة بعد أن كشفت صحيفة نيويورك تايمز عن تورطها في التجسس على المعارضين السياسيين والصحفيين والمثقفين، إضافة إلى قادة دول عدة أبرزهم صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري والأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني السعودي السابق، وهو ما يؤكد بأن الأزمة بكل تفاصيلها ومنذ ما قبل نشوئها هي من وحي أفكارهم الشيطانية التي تهدف إلى بناء سلطة كارتونية على مساحات شاسعة من الأراضي ظناً منه أنهم يستطيعون تحقيق هدفهم من خلال التآمر والغدر عبر خلق تحالفات مع الصهاينة والأمريكان. فاصلة أخيرة كل يوم يمر من عمر الأزمة يؤكد لنا بأن دول الحصار لا تعاني فقط من أزمة في الأخلاق وإنما أيضاً تُعاني من الاستفحال في توريط نفسها وشعوبها!! اللهم لا شماتة