23 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عيد مضى. وآخر نعيش أجواءه، وما بينهما حصار لا ندرك نهايته كما لا ندرك ماذا بعده، وماذا يدور في خلد صُنّاعه، من مهاترات وتخبطات ضد دولة قطر، فالدول التي فرضت الحصار مازالت تضع العراقيل أمام طريقي الحوار والمصالحة؛ لأنها وجدت نفسها في خندق مظلم يصعب الخروج منه، فالحوار معناه فشل، والمصالحة معناها استسلام، والإرهاب هو سيد الموقف، كيف وشعوبها تترقب سياساتها وتحركاتها وكذبها وتصرفاتها وتُصدّق، كما تنتظر انتصارها ونجاح خُططها وتحقيق أهدافها ولَم تؤت ثمارها.... فقطر زادها الحصارُ متانةً وقوةً وصلابةً، كما زادها تماسكا وإنتاجا ووجاهة، اليوم قطر تعيش أجمل أيامها مع شعب لم يعرف المستحيل ولا الانهزام ولا الخضوع أمام وطن قدّم له من الخدمات والإنجازات والمشاريع في كل مناحي الحياة، ما تحلم به أغلب شعوب العالم، وأمير ينبض قلبه بحبِّ وطنه وشعبه، وستبقي قطر بإذن الله تعالى ما بعد الحصار على تلك الوتيرة ما بين الأمير والشعب بوحدة متكاملة من الحب والولاء والثبات، لا تهزمها ولا تقهرها أي قوة تحاول المساس بأمنها واستقرارها، ها هو العيد قد أقبل، ومعه لم نشعر بالحصار، بل امتلأت الأجواء فرحة باستقباله، وزهاءً بقدومه. ولكن يبقى الحصار مؤلمًا، وتبقى له أبعاده السلبية على المجتمع وعلى الفرد، وكما آلمنا الحصار وغرس سهما في نفوسنا، والذي لم يوفّق صانعوه في اختيار التوقيت الزمني بدقة لتنفيذه، حيث رمضان شهر العبادة والاستجابة، فأَلمنا أكثر، وحزننا أكبر، من أن تستوعبه قلوب مجروحة، حين تم تسييس الحج، وحُرم حجاج دولة قطر من تأدية فريضة الحج دون أي مبررات ليحّطم قلوبا تتفطر شوقا إلى بيت الله، ربما لأول مرّة قبل أن يقف نبضها من الحياة ولَم تقم بتأدية فرضها الإلهي المشروع، ويقف أمام أحلام طالما راودت أفكارا تنتظر التنفيذ لتعيش جماليات روحانية مع مشاعر إيمانية ومناسك ربانّية في أحب بلاد الله إلى الله فرضت عليه، مما جعلنا في دوامة التفكير والاستغراب، فبأيّ حق التحكّم في المشاعر الإلهية، وقد جعل الله مكة قبلة المسلمين جميعا دون تخصيص! فهناك من ينتظر هذا اليوم بأمل، وهناك من استعد لهذا اليوم، وهناك من اكتفى بالعفاف وجمع من المال لهذا اليوم، أليس من الظلم استخدام أسلوبي الحرمان والمنع من بيت الله كورقة ضغط للتطويع وفرضية تغيير السياسة القطرية وتنفيذ المطالَب المفروضة وتصفية الحسابات! ولماذا تلك المعاقبة الظالمة على شعب لم يرتكب أي خطيئة أو جرم في حق دول الحصار وشعوبها التي تفتقد الرحمة كما تنُّم عن البغض والحقد! و ماذا بقي لدول الحصار من قرارات لم يتم تفعيلها وتنفيذها ضد دولة قطر وشعبها بعد هذا التسييس الجائر، والمنع المخزي، والذي يعتبر في درجة أكبر الكبائر، فأين الإحساس الإيماني بمن كرّمه الله بقبلة المسلمين وحمّله تلك الأمانة الربانية لتكون وجهة للمسلمين جميعا بلا قيود ولا قرارات تفرض. صوت التكبير والتهليل يصدح في آذاننا مع إشراقة يوم عرفة، ليعلن بأن النطق بهما وسماعهما يتجاوز أسوار القرارات الجائرة، التي فرضت على تأدية المشاعر الأخرى. والقنوات الفضائية تنقل مناسك الحج من المشاعر المقدسة وعلى الهواء، وكأننا نعيش أجواءها لا تحجبها سطوة قرار المملكة العربية السعودية، ويبقى السؤال المتداول، أليس هناك رجل رشيد يدرك حرمة منع المسلمين من تأدية مشاعر الحج وعقوبة مانعيها! أليس هناك من يتذكر قوله تعالى في سورة الحج "وَأذّن في الناس بالحجَّ يأْتوك رجالاً وعلى كُلِّ ضامرٍ يأتين من كل فجّ عميق"، فمتى كان الحج والذهاب إلى بيت الله الحرام مرهونًا بقرارات سياسية! حُرمنا من الحج، كما حُرمت من قبلنا شعوب أخرى بقرارات تعّسفية، فلمسنا الألم والجرح، لأننا عشنا مثلهم واقع الحرمان من بيت الله الحرام، ولكن ألم العقاب الأخروَي سيكون أشد مرارة وحرقة على متخذي هذا القرار الجائر، فما أصعب الحرمان من تأدية الركن الخامس، وما أقسى مرارته حين يصدر من ذوي القربى. وبالرغم من الحصار والتسييس والضغط، وبالرغم من المجهول الذي يعيشه الشعب القطري من خطط وخزعبلات، دول الحصار، وبالرغم من التوترات النفسية المتتالية جراء الاستمرارية في الكذب اللامنتهي، في إعلامهم، وبالرغم من امتداد حبل المقاطعة بين الأقارب في دول المنطقة، إلاّ أن عيدنا يبقى جميلا كالأعياد السابقة دون أن يتأثر بسموم المقاطعة، بمشاعره الربانية، ورونقه الإيماني، فاحتفلنا بمقدمه اقتداء بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحرصنا على ممارسة شعائره وتصافحت الأيادي بالتبريكات، وصدحت المساجد بالتهليل والتكبير، وتوافد المصلون لصلاة العيد كم صدحت المجمعات بالمهرجانات لمشاركة الجميع عيدهم لترسم البسمة على وجوههم وتختفي معها معالم الإرهاب الذي بصم على قسماتها مع بداية الحصار، كما هو فكر صُنّاعه، وتؤكد للعالم بأن من يحمل على صدره وسام الحق لا بد أن ينتصر وسيهزم الجمع وسيولّون الدبر. أقبل العيد فأهلا بطَلَّتِه الجميلة وبحلته الزاهية، فنحن بحاجة إلى الفرحة، تغمر نفوسنا وترسم الابتسامة على شفاهنا، كما نحن بحاجة إلى من يدرك أن من جماليات العيد انصهار الخلافات والمشاحنات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنَّ المؤمن ليدرك بحسن خلقة درجة الصائم القائم". اللهم اجعل أيامنا أعيادا، وكل عام ووطننا وأميرنا وخليجنا بخير. Wamda.qatar@gmail