16 سبتمبر 2025
تسجيلمتابعي عمود أصداء الكرام، هل تأملتم قول الله تعالى في سورة الرحمن : "وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَان . أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ . وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ" ، إن الله سبحانه وتعالى قد وضع لهذا الكون بما فيه من مخلوقات خلقها قانونا واحدا لاغير ، ونظاما متوازنا يحكم كل شيء ، وهذا القانون متوازن وعادل ولا خلل فيه ولكن بالنسبة للبشر، فإن هذا القانون غامض غير معروف بسبب إدراكهم المحدود. بتأمل هذه الآيات ندرك عظمة كل كلمة فيها نجد إن الميزان الذي رفع الله به السماء هو نعمة من نعم المولى عز وجل ينبغي التفكر فيها، وهي معجزة إلهية لم يتمكن العلماء من كشف أسرارها إلا في أواخر القرن العشرين، وهذا يشهد على إعجاز هذه الآية الكريمة. الميزان هو العدل وقوله تعالى "ولا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ" أي لا تنقصوه ولا تتلاعبوا فيه ، عندما أقيس هذه الآيه الكريمة وتفسيرها على حياتنا العامة وتعاملاتنا اليومية أجد أن الكثير للأسف الشديد خسروا الميزان وفقدوا العدل والمساواة والتكافؤ في تعاملهم مع أنفسهم في بداية الأمر ومع من يحيطون بهم ، أضرب لكم أمثلة بسيطه لتوضيح المعنى ، إدراك كل منا حقوقه وواجباته في البيت والعمل والمجتمع بشكل عام وفي نفس الوقت يقوم بالتقصير في تلك الواجبات لسبب أو لآخر، فلا يقيم العدل وهوبذلك يخسر الميزان ، ويبدأ بعد ذلك الخلل في حياته بسبب هذا التقصير ، فالعدل هو إعطاء كل ذي حق حقه ، فلأنفسنا علينا حق، نظلمها إن لم نعطها إياه ، وللآخرين علينا حقوق نظلمهم إذا لم نؤدها إليهم ، وقبل كل شيء لله تعالى علينا حقٌ لا حدود له نكون من الظالمين إن لم نؤده ، وعندما يبتعد الإنسان عن خط العدل في سلوكه فإنَّ حياته تختل وتضطرب ، فيشمل الإضطراب كل نواحي الحياة وأبعادها، مادية كانت أو معنوية ، فردية واجتماعية ، فالعدل دائماً نور وحياة والظلم ظلامٌ وموت وفناء . فلا استقرار ولا بقاء ، ولا نمو ولا كمال لهذا الإنسان ، إلا بإقامة حياته على أساس العدل، ولذا وجدنا أن الله تعالى ـ وهو أحكم الحاكمين وأعدل العادلين ـ قد جعل إقامة العدل في الحياة هدفاً لأنبيائه وإرسال رسالاته. كانت مقالة هذا الأسبوع وقفة تأملية أحببت أن تشاركوني فيها ، جعلنا الله وإياكم ممن يقيمون الوزن بالقسط ويعدلون ويحكمون بالتي هي أحسن لحياة يعمها الخير والسعادة للجميع .