18 سبتمبر 2025

تسجيل

عودة إلى المدرسة ومسؤولية مشتركة

04 سبتمبر 2011

أيام وتبدأ السنة الدراسية، ويبدأ معها مشوار المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الأسرة خاصة الأم، بداية من شراء مستلزمات الدراسة من المكتبات المنتشرة، التي للأسف تستغل هذه الأوقات من أجل رفع الأسعار بشكل جنوني رغم شرائها من المصدر بأبخس الأثمان، ويبدأ الازدحام فيها بالأطفال والأمهات والآباء، لاختيار ما يتناسب مع طلبات المدارس التي تختلف من مدرسة لأخرى بالإضافة إلى مسؤولية المتابعة لمذاكرة الأبناء داخل المنزل، خاصة أن المدارس تركز الآن على المنزل أكثر من اهتمامها الذاتي بالطلاب والطالبات، وما أصعبها من مسؤولية من كانت لديها أكثر من طفل في مراحل مختلفة، أو حتى في مدارس مختلفة، حيث تحمل هم التوصيل إليها كل صباح، خاصة إذا ما كانت الأم من فئة المرأة العاملة التي يستوجب عليها أن تكون في عملها في نفس الوقت الذي يتزامن مع زمن المدارس. لقد أصبحت مسؤولية تعليم الأبناء هماً وغماً، خاصة لذوي الدخول المحدودة الذين يضطرون أحياناً إلى الاقتراض من البنوك لاستيفاء متطلبات الأبناء الذين هم في مراحل مختلفة، خاصة أن المدارس غالباً ما تبدأ بعد العيد وشهر رمضان، حيث تكون الأسرة قد أنفقت الكثير فيهما، وتكاد تكون في ضائقة مالية في هذه الأيام، خاصة في ظل هذه الرواتب المحدودة، وارتفاع المعيشة، والقلق الذي ينتاب الأسرة مع كل طلب جديد للأبناء، وتعود ذاكرتها إلى تلك الأيام الخوالي حيث كان وقت دخول المدرسة للأبناء فرحة وبهجة، أيام كانت الأدوات المدرسية والملابس والأحذية - أعزكم الله – من مسؤولية الدولة بل وحتى وجبة الإفطار في الصباح تقدم للأبناء، إضافة إلى المواصلات، ولكن لا شيء يدوم وكما يقول المثل "دوام الحال من المحال". وفي هذا الأحوال لابد نجد بعض الآباء يتخلون عن كثير من المسؤولية، ويلقونها بكامل عبئها على الأم التي تعاني الأمرين من ذلك خاصة الأم العاملة، فمسؤولية الأب لا تقل أهمية عن الأم فهما مشتركان في رعاية الأبناء ومن قبلها إنجابهم، فكيف يتم إلقاء المسؤولية فقط على طرف واحد، وترك الآخر ينعم بالراحل الممزوجة أحياناً من قبل البعض باللامبالاة، بل بإلقاء اللوم عند أقل تقصير في واجبات الأبناء، وتقف مسؤوليتهم عند انتظار النتيجة والإحساس بالفخر عند نجاح الأبناء وتفوقهم وهم لا يدركون كيف جاء هذا التفوق ومن يقف وراءه، والغضب عند فشلهم؟ ومن الآن، ليبدأ كل من الوالدين، ونضع (ألف خط) تحت هذه الكلمة لأنها مسؤولية مشتركة، متابعة الأبناء من الطرفين ويكونا في تواصل دائم مع المدرسة لمعرفة سلوكياتهم، وتصرفاتهم، ومدى قدرتهم على الاستيعاب والمذاكرة السليمة، ومعالجة أي قصور تتم معرفته منذ البداية، وعدم التقصير في حضور كل الفعاليات التي تهم الأبناء في المدرسة، وإيجاد كل الإمكانيات التي تبرز قدرات الأبناء بشكل مناسب يعمل على الارتقاء بمستواهم العلمي والعملي. ونقول الله يكون في عون الأسرة هذه الأيام، ونأمل من التجار الحد من روح الجشع في بعضهم والتخفيف من أسعار الأدوات المدرسية واحتياجاتها الأخرى، بالإضافة إلى رفع الوعي لدى القائمين على العملية التعليمية بالعمل المخلص والجاد في تعليم هذه الأجيال ومحاولة توصيل المعلومة بشكل مبسط بحيث لا يصعب على الطالب استيعابها، وضرورة التواصل مع الأسرة عند أي مشكلة أو حاجة ضرورية تتعلق بالطالب أو الطالبة، وأهمية التعامل مع الطلاب والطالبات بكل المحبة والاحترام المتبادل حتى تكون المسيرة التعليمية على ما يرام، والفائدة تعم الجميع.