02 نوفمبر 2025

تسجيل

لكل مجتهد نصيب

04 أغسطس 2022

* "لا يصح إلا الصحيح"، "ولكل مجتهد نصيب"، وغيرها من أمثال وحِكمٍ تُقال وتُردد وتُكتب.. وفي الواقع ليس دائماً يصح الصحيح في زمن الأقنعة والزيف والقدرة على التمثيل في زمن تغيب الضمائر !. * ليس من حق ونصيب المجتهد نصيبٌ في حق يجب أن يكون له كما يُردد بأنَّه لكل مجتهد نصيب!. وليس كل مجتهد وإنسان إيجابي يسعى لإثبات ذاته ويتحرك لحق ويسعى للتفوق والتميز أنْ يكون له ثمر من إيجابيته!. * وليس دائما المتفوق والصادق والأمين والمثابر والمخلص يجد له مكانا واهتماما وعقول تقدره وتسأل وتفتح الأبواب له!. وغيره كثير.. فالزمن الذي نعيشه يسعى فيه كل ذي منصب وكرسي للحفاظ على كرسيه بكل الوسائل والأشكال والإحكام عليه بسلاسل وأغلال من نفاق وكذب وغش ومن سلسلة علاقات متصلة لا تسمح لغريب الدخول بينها !.. * يسعى صاحب الكرسي والقرار مع من له أهداف ومصالح.. يسعى لفتح الأبواب المغلقة لخدمتهم وتسليك الطرق أمامهم والرد على اتصالاتهم والحرص على رضاهم !. * الزمن الذي نعيشه زمن ضبابي، كثر فيه الممثلون والمستهترون والوصوليون، وهم من يصلون لما يريدونه في كل شيء بأقل جهد أو دون جهد!. إن جئت لاجتهاد، فهم آخر من يتعب أو يجد ويجتهد ويبحث ويعمل بضمير!. وإن جئت للإخلاص والوفاء فهم أول من يبيع ويدير ظهره عند أول وميض لمزايا وأغراض تخدم مصلحته ويسهل عليه المغادرة مع بريق المزايا!. * وإن جئت لسياسة اللف والدوران والتسلق والوصول لسلالم يحملونها معهم أينما كانوا، فهم أول من يحمل هذه السلالم ويمنعها عن غيره للوصول!. * إن جئت لفنون التسويق لأكاذيبهم ولطمس الحقائق فهم خبراء ومعلمين في فن الدعاية والتسويق يفوقون أكبر الشركات العالمية في التسويق ببضاعتهم!. * وإن جئت لتجد مكانا ومقعدا ومزايا بين هؤلاء.. فقل على الدنيا السلام!.. يشمِّرون الأنياب ويكشفون الأظافر وبشاعة ملامحهم وتعلو اصواتهم ويتفننون في تأليف الروايات لتبتعد ولا يكون لك مكان أو ظل بينهم. * وإن صمدت ووقفت وتحدَّيت.. تكون كمن يقاتل في ساحة معركة ليثار الغبار ويبدأ القتال وتسيل الدماء ويسقط القتلى والجرحى.. وتوضع الأسوار وأشكال من البشر والمدرعات لتمنع الوصول وأن يكون لك نَفس بينهم.. ومكان بينهم!. * نفوس لا تحب الخير والنجاح للغير، وتتمنى بكم من الحسد والحقد والغيرة في قلوبها إزالة النعمة والخير من أمامك. نفوس لا تعرف ولا تقدر أن تقول كلمة خير وكلمة صدق في غيابك وإحساس خير ونية طيبة في حضورك !. نفوس تتفنن في نقل السيئ من خيالها المريض وتجد من الآذان منْ ينصت لها ويصدقها!. نفوس تسعى للنميمة والغيبة ولا تملك القدرة لقول كلمة حق ولو عند سلطان جائر!. * الحياة والدنيا بريئة من كل تلك التهم التي يسعى أشكال من البشر لإلصاق النعوت السلبية عليها، هي بريئة ولكن هي نفوس البشر المريضة التي لا تعرف معنى الإيمان إنِ استقر في قلوبها ولا تعرف معنى للصدق في تعاملها ولا تعرف للإنصاف وإعطاء كل ذي حق مكانته وإنصافه ونصيبه من اجتهاده. * آخر جرة قلم: فما يردد ليس صحيحا دائما، فلن يصح الصحيح في بيئة لاتقدر وبيئة فيها من العقول التي تسمح لتسمع ما تريد، في بيئة الأبواب توصد.. والرؤية الضبابية لأصحاب القرار، وليس دائما لكل مجتهد نصيب، فهناك من يسعى لكسر هذا الجهد ومحاولة ثنيه وإرجاعه أو عرقلته والتقليل من شأنه!. متى صحت الضمائر وصحت العقول، وأدركت والتفت لمن هم معها من طاقات متميزة.. وقدرات لوجدنا التميز والنجاح وبيئة مشجعة ومنتجة وسادت البيئة الصحية للعقول.. وساد معها الابداع وإحقاق الحق لاصحابها ويكون لكل مجتهد نصيب. [email protected] TW:@salwaalmulla