16 سبتمبر 2025

تسجيل

مــا جـدوى الهيــاط الآن ؟!

04 أغسطس 2019

في الوقت الذي لا زلنا فيه نتندر على العلاقات المتجددة العلنية بين الإمارات وإيران وتوقيعهما اتفاقيات مشتركة لتأمين حدودهما، وتصريح أبوظبي في أن مد هذه الجسور في العلاقات مع إيران هو ضرورة لأمن الخليج ظهرت لنا الرياض وقد تملكتها غيرة مجنونة لتدخل هي الأخرى في حوار مباشر مع الجانب الإيراني بدأته في مكة في بداية شبه معلنة علاقات سعودية إيرانية بعد هياط استمر لأكثر من عامين كان شعار الرياض فيهما: " علموا طهران تحذر من غضبنا " وفي رواية أخرى تقول " سننقل المعركة إلى أرض إيران" وكان اسم إيران العذر الذي اتخذته دول الحصار لا سيما الإمارات والسعودية لفرض حصار جائر على قطر في الخامس من يونيو عام 2017 وقدمت مطالب من 13 بندا تضمن التاسع منها قطع أي علاقة دبلوماسية وتجارية مع الجانب الإيراني بجانب باقي البنود التي غلب عليها وجوب تبعية الدوحة لمبادئ هذه الدول التي رأتها قيادة قطر تعديا على سيادتها التي يجب ألا تُمس بالطريقة التي تراها الرياض ودفعتها لها أبوظبي التي تمثل اليوم القيادة العليا للمملكة للأسف. اليوم تنتهج الرياض نهج الإمارات وتمد يداً هي الأخرى نحو طهران عن طريق فريضة الحج وإقامة إيران مكتبا تنسيقيا لها في مكة لتنظيم استقبال حجاجها الذين توافدوا بالآلاف لأدائها عبر رحلات مباشرة لم تمنع السعودية الطيران الوطني الإيراني من أن يحط في مطاراتها كما فعلت مع قطر المرحب بحجاجها أيضا ولكن من خلال عبارات واهية لا تمس للواقع شيئا ولا لإجراءات الرياض التعسفية ضد أهل قطر من أداء هذه الفريضة التي وجدوا أنفسهم محرومين منها للعام الثالث على التوالي جراء العراقيل التي وضعتها بلاد الحرمين وهي التي لم يعد لها الحق في رعايتهما الكريمة بعد تسييس هذه الفريضة وكل شعيرة دينية تمس بيت الله وهو بيت كل المسلمين والخاضع حتى الآن لأهواء نظام المملكة في السماح لمن تشاء بدخوله ومنع من تشاء ونعلم جيدا كيف جعلت السعودية من الحرم المكان الذي يمكن فيه أن تقبض على النشطاء كما فعلت مع ناشطين ليبيين حينما اعتقلتهما وهما يؤديان العمرة وسلمتهما لقوات حفتر دون مراعاة للإنسانية قبل الدين الذي تدعي الحكم فيه وما يمكن أن يتعرضا له من تعذيب وربما القتل، ومع كل هذه المتناقضات التي تزخر بها سياسة الرياض في النهي عن أمر والإتيان بمثله يأتي الحوار الذي بدأته مع طهران ليؤكد أن الأيام القليلة القادمة ربما تحمل خبر العلاقات الجديدة السعودية الإيرانية وأن ( غيرة الضرائر ) التي غلبت على الرياض قد تغلبت على كل الهياط السعودي الذي جعلنا في يوم من الأيام نتوقع أن تقوم حربا عالمية ثالثة قطبيها السعودية وإيران بعد أن مارس ترامب أطرف لعبة يمكنها أن تقام وحصل بعدها وقبلها طبعا من المليارات السعودية ما يجعله إما أن يكون أذكى رئيس أمريكي يمر بتاريخ الولايات المتحدة أو أن قيادة ولي العهد السعودي هي الأغبى في التاريخ لتُنهب بهذه الطريقة المكشوفة ولا تملك حتى قول كفى لترامب !. هل يحمل لنا المستقبل شيئا قادما ؟! نعم هو يحمل والمجمل يقول إن إيران التي صافحت الإمارات بعد طائرات مسيرة قليلة أوقفت عمل مطارات بها قد أوعزت للحوثي بأن يتوقف عن استهداف الإمارات بعد تغيير في مسارها العدائي ضد الحوثيين وهذا ما صرح به جانب الحوثيين رسميا بينما بقيت الأهداف السعودية حتى الآن مفتوحة وسهلة المنال ومكشوفة للحوثيين ما لم يشد السعوديون حيلهم ورحالهم نحو طهران وليعقدوا هم أيضا اتفاقياتهم مع إيران ويعترفوا بغلبتها عليهم وأنها مرغت أنوفهم رغم الكبر الذي ماطلوا فيه كثيرا ولكن تبقى الحقيقة واضحة وما جعل أبوظبي تزحف لتوسل الرضا الإيراني فإن الهرولة السعودية لنيل نفس الهدف ستكون الحدث الأبرز الذي سيجعل كل الذباب والمرتزقة وأنصاف الإعلاميين وأشباههم في المملكة أمام خيارين أولهما العودة إلى جحورهم والاختباء بها أو انتظار أوامر جديدة تبرر للرياض فعلتها وتعتبره شأنا داخليا لا يحق لأحد التدخل فيه كما فعل عبدالرحمن الراشد الذي عاب على قطر علاقتها المتزنة مع إيران بينما وصف التطور في علاقات الإمارات بإيران بأنه شأن داخلي بحت ! آن الأوان لتذوقوا من الكأس التي كنتم تحلمون أن تشرب منها قطر وفشلتم !. فاصلة أخيرة: لا أملك سوى أن نضحك فأنتم منذ أن جعلتم قطر ترسم الحزن عليكم لم يبق أمامها سوى الفعل المضاد وهو الفرح !. [email protected]