23 سبتمبر 2025
تسجيلالحديث عن تسييس الحج ذو شجون، للسنة الثالثة وما زال أُسلوب المنع مستمراً وما زلنا نستشعر بألم الفراق وألم الشوق لبلاد الله، خاصة حين نرى عن بعد أفواج الحجيج تتوافد على مكة المكرمة من كل حدب وصوب دون ممانعة ملبية النداء لتأدية فريضة الحج كما جاء في كتابه الكريم "وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"، في المفهوم الإيماني أن الحج فريضة على كل مسلم، وبيت الله ملك لله وليس هناك أمر إلهّي في تحديد ملكيته لبلد أو أرض أو نظام أو رئيس أو ملك، ولا يعني وجود مدينتي مكة والمدينة على أراضي المملكة أن لها الحق في السيطرة وتسييس فريضة الحج ومناسك العمرة، الذي استخدم نظامها المساومة والابتزاز سبيله في تبرير مواقفه الهوجاء بعد حصار قطر وضدها، كما ذكرت صحيفة عكاظ التي سخّرت صفحاتها لنشر الأكاذيب والادعاءات ضد قطر، واتهامها بأن قطر هي من تمنع حجاجها من تأدية الركن الخامس بأساليب استفزازية، وتجسّد السلوك العبثي الذي تتبعه تلك الصحيفة في دعوتها الشعب القطري لانتزاع حقه من حكومته التي منعتهم من تأدية فريضة الحج، وكما هي الصور الأرشيفية القديمة التي تم عرضها بداعي وصول الحجاج القطريين إلى الأراضي المقدسة، وكما هي المساومة على صفحاتها الإلكترونية الهاشتاق للقطريين: "بيت الله أو الحمدين" وغيرها من الأباطيل المصرّحة بها من سلطاتهم، فحين يدّس الدين في السياسة فتلك جريمة في حق شرع الله، وحين يكون قانون المنع من بيت الله صادراً مِنْ مَن يحمل لقب خادم الحرمين فتلك مصيبة كبرى، يشعرنا بالتناقض ويتجسد أمامنا القرار التعسفي الانتقامي الجائر الذي حرّم الشعب القطري من تأدية فريضة الحج والذي ينتفي منه صفة خدمة الحرمين، ولَم يحدث مثل هذا السلوك في تاريخ الديانات والمذاهب الأخرى لأن في مفهومهم العقلي والعقائدي، أن دور العبادة حق للجميع يمارسون فيها شعائرهم وعقائدهم وطقوسهم، بكل أريحية واحترام، وصدق من قال: إذا أصيب الناس في أخلاقهم فأقم عليهم مأتماً وعويلاً. ... اشتقنا إلى بيت الله الكعبة المشّرفة، وإلى زيارة بيت رسول الله.. إلى الهرولة بين الصفا والمروة، إلى ماء زمزم، إلى صوت الملبّين، اشتقنا إلى حمائم السلام تفترش أرضها وتجوب سماءها بهديلها فرحة باستقبال حجاج بيت الله لتمتزج بصوت التسبيح والتهليل والتكبير،، ومعها تزداد قلوبنا لهفة وألما كما هو شوق وألم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة مهاجراً إلى المدينة قهراً قائلاً: "إنني لأعلم أنك أحب بلاد الله إليّ، وأنك أحب بلاد الله إلى الله، ولولا أن المشركين أخرجوني منك لما خرجت" فلا نملك عصا موسى لنكسر جسر الظلم الذي بناه النظام السعودي بقوانينه الجائرة أمام مسيرة الحجاج القطريين لتأدية مشاعرهم، بينما امتدّ هذا الجسر أمام الحجاج الإيرانيين القادمين من إيران العدو الأول للمملكة والمحارب ضدها، وبأعداد كبيرة واستقبال حافل وأريحية مكانية ورحابة صدر، ولا ضير في ذلك، وها هي الآن تطلب إقامة مكتب مصالح لرعاية الحجاج الإيرانيين،. ولكنه أسلوب التناقض الذي نراه في الواقع، أليس قطع العلاقة مع إيران من ضمن المطالب التي فرضتها دول الحصار على قطر، والأدهى والأمرّ حين يُصرّح أحد اليهود باستقبال السعودية الحجاج اليهود من العدو إسرائيل، فأي ذنب جناه الشعب القطري حتى يُحرم من تأدية مناسك الحج والعمرة، فكم من أناس رحلوا من الدنيا وتاقت نفوسهم لزيارة بيت الله كفريضة لكن سوط القانون الملكي الجائر وقف في طريقهم ولم يتحقق حلمهم، وكم من آخرين أصابهم المرض والعجز عن تأدية فريضتهم خلال السنوات الثلاث، ولم يتمكنوا من تأدية الركن الخامس،، لقد دُسّ الحج بالسياسة ليصبح جريمة في حق شرع الله، وابتليت الأمة بسطوة وجهالة من يعتقد أن بيت الله ملك له، ولكننا لا نستطيع إلا أن نقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل". وفِي مثل هذه المواقف وتلك السلوكيات نتذكر قول المتنبي: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.. حقاً إنه الجهل حين يلتقي مع الحسد والظلم،، ونحن نقول من يضحك على الآخر حين أصرّت بل وأكّدت المملكة على فتح أبواب الحج والعمرة أمام القطريين بلا ممانعة ولا قيود دون أن تجيب على الأسئلة التي ربما نجد من خلال إجابتها مصداقية ادعاءاتهم،، كيف يكون ذلك ما زالت الأجواء مغلقة بكل مجالاتها، وما زالت الحملات القطرية متوقفة، وما زال الطيران القطري غير مسموح له بالعبور، وما زالت السفارة القطرية مغلقة وغيرها، فكيف بالأمن والأمان، وإلاّ لماذا ما زالت الدعوات الحقوقية العالمية للمؤسسات الدولية قائمة لوقف تلك المظالم الجائرة والادعاءات الباطلة التي تنتهجها المملكة في شرع الله. [email protected]