13 سبتمبر 2025
تسجيل• لن يستطيع أي متابع أو مراقب أن يشكك في الجهود الكبيرة التي تبذلها الجمعيات الخيرية عموما فما بال ما قامت به خلال الشهر الفضيل حيث تنشط الجمعيات في عدة محاور لحض المحسنين على إخراج أموالهم وذكواتهم وصدقاتهم لتنال مزيدا من الثقة بالإعلان عن برامجها وفلسفتها لإيصال الأموال المتدفقة لمستحقيها المحتاجين والفقراء وتخفيف معاناتهم الحياتية . • هناك .. خيط رفيع جدا يفصل بين اصطياد عدسات الكاميرات لإبراز الإنجازات والتفاخر بها وبين إيصال الأمانات إلى أصحابها .. من يقلب صفحات الصحف اليومية يجد أن بعض مسؤولي هذه المؤسسات يتدافعون تدافعا نحو العدسات وفلاشاتها وهم يبذلون الابتسامات العريضة في وجهها للدرجة التي تختلط فيها الأمور ولا يتبينون أن بين أياديهم طفلا جائعا أو امرأة ضامر عودها أهلكتها سبل المعيشة الضنك أو رجل هدته المسؤوليات الأسرية أو مريض نازف لدم دفاق يبلل الأرض وتربتها .• ما بين الابتسامات العراض لحصاد الكاميرا والوجع الإنساني للفقير المحتاج أو المتألم المريض أو الذي ينازع الروح جوعا تبقى الضرورة الملحة إعادة الحسابات واحتساب الخطوات فليس كل ما ينجز يحتاج لهذا الزخم من نبض الكاميرا ووهجها القاتل أحيانا .• نعم هناك ضرورة لتوثيق الأعمال الخيرية ففيها العبرة والنموذج ليحتذى وضرورة إيصال المعلومات للمتبرعين وبازلي الأموال ولحض المحسنين على أعمال الخير والبر ولإيقاظ الضمائر النائمة والبعيدة عن الأوجاع الإنسانية .. ولكن كل هذا وذاك .. يتطلب انتقاء ما يستحق أن ينشر عبر الوسائل الإعلامية والصحف السيارة وما يجب أن يكون للتوثيق ولحض الهمم .• إن استحداث أدوات للتواصل والمحسنين وإعلامهم أين ذهبت أموالهم المبذولة يجب ألا يكون بتصيد عيون الكاميرا واصطيادها لتتحول لأداة مفاخرة بين الجمعيات ولرفع سقف إنجازاتهم بالصورة واستغلال المواجع الإنسانية لتشارك بعض مسؤولي الجمعيات ابتساماتهم التي لا تتناسق مع تلك الأوجاع .• إن الكاميرا وعيونها الفاتنة مدرسة تحتاج لمن يحسن التعامل معها متى وكيف .. وللجم هذا الاندفاع والتوازن ما بين الضرورات والانزلاقات وحسابها بالدقة المتناهية لكمال الفعل والأجر.. ولسنا في موقف الوعظ للتذكير ( ألا تعرف اليد اليسرى ما تدفعه اليمنى .. والمثل الشعبي يقول (ما زاد عن حده انقلب لضده ) • فيا رجالات العمل الخيري أوصلوا المساعدات وحضوا المحسنين وامسحوا على رأس اليتيم .. ولكن احذروا الانسياق وراء عيون الكاميرا وإغراءاتها ولا تكونوا لها صيدا ثمينا.. بارك الله لكم وفيكم . همسة: سؤال حائر .. أيهما أشد قسوة على النفس الجوع أم كشف عورته