15 سبتمبر 2025

تسجيل

استراحة مع الكلمات ..2

04 أغسطس 2014

يسعدنى أعزائى القراء أن ألتقى معكم مجددا وقطوف من الحكمة والحكم والأشعار من كافة بلاد الدنيا حيث وردت إلى رسائل بعد نشر مقالنا الماضى تطلب المزيد منها .. ومع أننى كنت قد كتبت المقال السابق وكنت لا أنوى تكراره .. إلا أننى لا أملك إلا النزول على رغبة القراء الأعزاء . - فلنذهب إلى بغداد فى العصر العباسى ونقرأ من أشعار أبو العلاء المعرى ( 973 – 1057 ) الدهـر كالدهـر والأيـام واحـدة والناس كالناس والدنيا لمن غلب - قارن ذلك بما قيل رياءًا ونفاقا للحاكم بغية نيل رضاه ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحـكم فأنت الواحـد القهـار هذه الأبيات للشاعر الأندلسى محمد بن هانئ بن سعدون والمعروف بإبن هانئ وقالها للخليفة المعز لدين الله الفاطمى .. والمثير أن عامة الناس فى تلك الأيام أطلقوا على إبن هانئ هذا لقب " متنبى الغرب " .. قد يكون ذلك خوفا من الحاكم أو تماشيا مع الموجة السائدة فى الرياء والنفاق . أما المتنبى " الأصلى " فهو أبو الطيب المتنبى ( 915 – 965 ) ومن أشهر أشعاره فى الفخر كونه فارسا وشاعرا حين يقول : الخيـل والليـل والبيـداء تعـرفنـى والسيف والرمح والقرطاس والقلم ( البيداء هى الصحراء المترامية الأطراف .. والقرطاس هو الأوراق أو ما كان يُكتب عليه الأشعار ) وأبو الطيب المتنبى كذلك هو القائل على سبيل الفخر أيضا : أنا الذى نظر الأعمى إلى أدبى وأسمعت كلماتى من به صمم - أين أبو الطيب المتنبى من متنبى الغرب هذا .. أترك لكم الحكم أعزائى القراء . - ولا يفوتنى قبل أن نطوى صفحة المتنبى أن نقرأ له : مات فى البرية كلب .. فاسترحنا من عواه خلف الملعون جروا .. فاق فى النبح أباه - ومن لبنان أرض المحبة والجمال نقرأ هذه الحكمة للمفكر العربى ميخائيل نعيمه ( 1889 – 1988 ) وهو أحد قادة النهضة الفكرية والثقافية الكبار .. " عجبت لمن يغسل وجهه عدة مرات فى اليوم .. ولا يغسل قلبه مرة واحدة فى السنة ". - ومن أطرف ما كتبه ميخائيل نعيمة عن بعض الذين يدعون الأدب والثقافة والمعرفة .. " أما سمعت بالذى طبخ القاموس وأكله ليصبح كاتبا ثم مات المسكين بعسر الهضم وما استطاع حتى أن يكتب وصيته " . - وأختم ببيت من الشعر – للأسف لست متأكدا من قائله حيث تضاربت الروايات فمنها من يفيد بأنه المتنبى ورواية أخرى تفيد أنه أبو العلاء المعرى – ولذلك فإننى أرجوأن يوافينى أحد القراء الأفاضل بإسم الشاعر بالتحديد : لكـل داء دواء يســتطـب بـه إلا الحماقة أعيت من يداويها - ولعل هذا يتفق تماما مع قول نبى الله عيسى عليه السلام حين قال : " عالجت الأكمة والأبرص فأبرأتهما وعالجت الأحمق فأعيانى " . وإلى لقاء قادم ومقال جديد بحول الله .