12 سبتمبر 2025
تسجيلفي بداية حروفي لابد من إسداء الشكر والتقدير لجريدة الشرق الغراء وعلى رأسهم رئيس التحرير الأخ الفاضل الأستاذ جابر الحرمي الذي دعاني لنشر مقالي الأسبوعي مجدداً عبر هذه المحطة الهامة التي كانت ومازالت المتكأ الحقيقي لأفكاري وجسر التواصل الواقعي بيني وبين القراء الأوفياء خاصة أولئك الذين مازالوا على تواصل دائم معي منذ آخر مقال نشر عبر الشرق مطالبين مني العودة لنشر مقالات أسبوعية أطل عليهم من خلالها، وأنثر بين سطورها القليلة بعثرات أفكاري، أو أُعيد ترتيبها بصحبتهم. دائما نقول لماذا نكتب، والجواب المنطقي لهذا السؤال الهام هو أن الكتابة متنفس للروح وجسر للتواصل بين العقول، نتبادل من خلالها الأفكار والمعرفة، قد تكون الكتابة فضفضة للروح كما أراها دائماً، ونافذة على مروج وعوالم مختلفة، هي تمنحك القدرة على نسج أفكارك وحروفك كما تنسج البساط فتبدأ أنت باختيار الخامة واللون والأشكال المطبوعة من خلاله. في واقع حياتنا أؤمن بمبدأ قل لي ماذا تكتب أقل لك ماذا قرأت، وقل لي كيف تفكر أقل لك من أنت، فالكتابة هي شفرة تعرفك على الآخرين، هي سيرة ذاتية لخلفيتك الثقافية والمعرفية وملخص لأفكارك ومعتقداتك، بل هي خليط من كل هذا وذاك. كلنا ندرك بأن الكتابة موهبة في الأساس ولكن حتى تستمر وتتطور لابد من ممارسة الكتابة اليومية البسيطة كتدوين اليوميات، أو تسجيل الأفكار أو بما يُسمى بالفضفضة للورق، فهذه ممارسات لا تأخذ من وقتك الشيء الكثير ولكنها كفيلة بتطور قدراتك ومهاراتك، فالكتابة كالنبتة تنمو وتكبر عندما تسقيها وتمنحها الضوء والغذاء المناسبين لها وكذلك الحال مع الكتابة أنت تحتاج إلى تطوير مهاراتك والحصول على عدد من الأدوات التي تمكنك من إطلاق العنان ونشر أفكارك لأكبر عدد ممكن من القراء، كما أن القراءة الدائمة واستشارة أهل الاختصاص يمنح حروفك قوة كحال العمود الفقري لجسم الإنسان. ومن هنا لابد أن أعترف بأنني لا أخشى على الكتابة من التطور التكنولوجي أو الذكاء الاصطناعي، فالأصل في كل شيء هو الإنسان، فنحن مدينون للشكر لله سبحانه وتعالى الذي وهبنا عقولا تدرك وتفكر وتختار الأصلح، وما هذه الأدوات الحديثة إلا معينات تساعدنا على تشكيل ما لدينا من قدرات وابتكار منصات وتطبيقات تساعدنا على نشر كلماتنا والاستفادة من سرعة نقل المعلومات وإيصال الرسالة إلى أكبر شريحة ممكنة من القراء بدل من أن يكون نطاق من يطلع على آرائنا ويتبادل معنا الفكرة ينعد على أصابع اليد الواحدة. صوت: يقول واسيني الأعرج: على الكتابة أن تمنحنا فرصة للحلم، وإلا فلن تكون إلا مجموعة من الكلمات التي لا شأن لها وعليه أقول لكم أطلقوا العنان لحروفكم، أكتبوا متى شئتم وكيفما شئتم، فالكتابة أكسجين للروح.