12 سبتمبر 2025

تسجيل

مخرجات تعليم اللغة الإنجليزية في مدارسنا الحكومية

04 يوليو 2021

ينفطر قلبي عندما أجد تعثر أحلام بناتنا وأولادنا من خريجي الثانوية العامة بسبب ضعفهم في اللغة الإنجليزية، وقد مر علي عدد من الخريجين ممن حصلوا على نسب عالية جدا في الثانوية العامة ولكن كانت اللغة الإنجليزية هي العائق الوحيد للوصول لهدفهم ومثال على ذلك إحدى الطالبات المتفوقات والتي حصلت على معدل 95% العام الماضي وكانت تحلم بدراسة الطب البشري ولكن خوفها من الفشل في الدراسة بسبب ضعف لغتها الإنجليزية جعلها تغير تخصصها لتخصص دراسي آخر، وحاولت أن أسألها عن سبب مخاوفها وهل هي بسبب صعوبة الدراسة فكان ردها بأنه لو كانت الدراسة باللغة العربية فإن أي موضوع تستطيع أن تتعلمه وتتفوق به وعندما حاولت أن أتكلم معها بالإنجليزي وجدت ضعفا واضحا في اللغة لا يتناسب مع خريجة مرحلة ثانويه فالمستوى لا يتعدى الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية! وعندما رجعت لدرجاتها في الشهادة الثانوية وجدتها قد حصلت على 85 من 100 في اللغة الإنجليزية! إن هذه المؤشرات يجب أن تدق ناقوس الخطر لوزارة التعليم والتعليم العالي لتحديد أسباب المشكلة والعمل على حلها في أقرب وقت. وأول سؤال يجب أن يطرح لماذا يتحلى خريجو المدارس الخاصة بطلاقة فائقة وثقة كبيرة في استخدام اللغة الإنجليزية مقارنة بمدارسنا؟ حتما سيكون الجواب لسببين بأن اللغة التي يتم التحدث بها في المدرسة من قبل العاملين من مدرسين ومشرفين هي اللغة الإنجليزية والسبب الآخر بأن مدرسي اللغة الإنجليزية يجب أن تكون الإنجليزية هي لغتهم الأم وبذلك يتم استبعاد المناهج لأنني على ثقة من قوة المناهج التي تستخدم في مدارسنا الحكومية. وبناء على ما سبق فإنني أجد بأن الحل هو: أولا: أن يتم الاستفادة من طرق تدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الخاصة وتطبيقها على مدارسنا. ثانيا: أن يتم تعيين مدرسين تكون لغتهم الأم هي اللغة الإنجليزية وأعرف أن ذلك سيكلف الوزارة ولكن مصلحة الطالب فوق كل اعتبار خصوصا أن ما يتم صرفه لتدريس اللغة الإنجليزية حاليا لا يحقق المستوى المطلوب من الأداء، فالخسارة على الوزارة وعلى أولياء الأمور الذين يصرفون الأموال لتقوية أبنائهم في اللغة ولتدريبهم على الامتحانات القياسية المطلوبة لدخول الجامعات. ثالثا: يجب محاصرة الطالب باللغة فلا وسيلة للتواصل مع مدرس اللغة الإنجليزية إلا بها، ولأضرب مثالا على أهمية ذلك عندما يذهب طالب ليتعلم اللغة في لندن أو أمريكا فإنه يحتاج من ثلاثة لستة شهور كحد أقصى بينما نجد الطالب يتعلم اللغة لمدة 12 سنة بدون فائدة تذكر. رابعا: إضافة المناظرات والعروض ومناقشة المشكلات في تصميم الدروس حتى تتطور قدرة الطالب على الحوار والتواصل ويكتسب الثقة في نفسه ويستطيع امتلاك المفردات التي يستطيع بها أن يتواصل مع العالم، بحيث تكون على مستوى الصف والمدرسة. خامسا: التركيز على القراءة اليومية للطلاب في البيت لمواضيع شيقة أو قصص أدبية باللغة الإنجليزية، بحيث يبدأ ذلك من الصفوف الأولى بحيث يعطى الطفل كتب تحتوي على الكلمات وصورها ويقوم بقراءتها في البيت والمدرسة كل يوم حتى يحفظ الكلمة باقترانها بالصورة الذهنيه وباللفظ الصحيح ويجب علية قراءه نفس الكتاب لمدة أسبوع أو أسبوعين. سادسا: يتم عمل زيارات للصفوف من قبل المشرف والتواصل مع الطلبة ومناقشتهم في الدرس للتأكد من قدرتهم على التحدث والتعبير عن أفكارهم بشكل واضح وبمفردات صحيحة، ويتم عمل دروس تقوية مكثفة في المدارس للطلاب الذين يعانون من تدنٍ في الدرجات بعد تحديد المشكله. سابعا: من الممكن الاستفادة من مدرسات اللغة الإنجليزية في الإشراف والمتابعة لعمل المدرسات الأجنبيات ولا يقبل بأن يكنّ من دول الشرق الأقصى بل من دول تكون لغتهم الأم هي الإنجليزية. أتمنى من وزارة التعليم النظر في هذه الاقتراحات والعمل على حل هذه المشكلة التي تشعرنا جميعا بالحرج عندما نجد أبناءنا لا يستطيعون التواصل بشكل صحيح لأمور بسيطة باللغة الإنجليزية سواء بقطر أو خارجها، فاللغة هي تعبير عن ثقافة الفرد وتطور بلاده، وهذا ينطبق أيضا على اللغة العربية وتقويتها فليس من الصحيح أن نهمل لغتنا الأم ولكن الهدف هو اكتساب لغة إضافية وبشكل سليم. [email protected]