20 سبتمبر 2025
تسجيلهل تحولت علاقاتنا إلى ما يشبه العلاقات بين الأشياء؟ هل أصبح الناس يعتبرون بعضهم البعض موضعاً للتبادل؟ بعيداً عن العلاقة الإنسانية ومركزيتها؟ الأدبيات الماركسية أتت على ذلك وأفرزت مصطلحاً أسمته «التشيؤ» صكه المجري لوكاتش استناداً إلى مصطلح ماركس «التسليع» أو توثن السلعة بمعنى تحويلها إلى وثن يعُبد. هل أصبحت علاقاتنا نحن الذين لم نخرج بعد من طور المجتمع التقليدي البسيط إلى ما يشبه ذلك؟ نحن الذين لم نتعدَّ بعد مرحلة البداوة سواء الفعلية منها أو الفكرية. هل نحن نختار وجودنا اليوم أم يختاره الآخرون.. هل نحن نحدد علاقاتنا اليوم أو يحددها الآخرون نتيجة هذا التشيؤ.. ألم تتحول العلاقة الإنسانية وبورصة ارتفاعها وهبوطها وتصبح مرتبطة برقم أو رصيد في البنك إلا فيما ندر.. ألم يتبنَّ الواحد منا مواقف تملى عليه ويقفز إلى الشائع من الأقوال دون تمحيص؟ إنه الوجود الزائف كما يراه هايدغر لأنه لا يحقق ذاته وإنما ينضم إلى ذوات الآخرين، إنه الخوف الذي يعيشه إنسان هذا العصر في ظل تحوله إلى شيء وإلى مجرد موضع للتبادل في العلاقة السوقية. السؤال الآن: ماذا لو نجح العلم في الاستنساخ إلى أعلى درجة بحيث يصبح بالإمكان إنتاج بشر لحاجة السوق وحركته فقط وإتلاف الباقي، كيف سيصبح مصيرنا نحن الأشياء. هل يحتاجنا السوق؟ [email protected]