26 أكتوبر 2025
تسجيلعلي موظف متفان لأبعد الحدود بأحد الشركات، لدرجة أنه يبقى في مقر العمل حتى الليل بالرغم من أن عمله ينتهي رسمياً الساعة 3 عصراً، بل وحتى خلال إجازته السنوية تجده يتابع رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل، ويتابع تفاصيل العمل اليومي. مما جعله يهمل نفسه وصحته وأسرته وعلاقاته الاجتماعية. وعندما تسأله عن السبب في ذلك وتحاول إسداء النصيحة له، يرد عليك بأنه لا يوجد شخص آخر يستطيع القيام بهذه المهام أفضل منه، وعليه أن يتأكد من جميع التفاصيل، حتى وإن كانت ليست ضمن مسؤولياته المباشرة. بعد عدة سنوات رغبت الشركة بتطوير استراتيجيتها عن طريق تبني أنظمة تكنولوجية متطورة تقوم بنفس المهام التي يقوم بها بعض الموظفين ولكن بطريقة أسرع وأكفأ. أدى هذا التطوير إلى تقليل عدد الموظفين في الإدارة التي يعمل بها علي، فقام المدير بإرسال خطابات لبعض الموظفين يخبرهم بأنه قد تم الاستغناء عنهم، وعليهم البحث عن وظيفة أخرى سواء في إدارة أخرى داخل الشركة، أو خارجها. وكان ممن شملتهم قائمة التسريحات هو علي نفسه الذي تفاجأ بذلك. فكان يتساءل: كيف يمكن للإدارة أن تستغني عنه، وكيف ستقوم الإدارة بالمهام المنوطة بها بدونه، وهل من الممكن أن تسير الأمور بدونه؟ استمر علي لفترة طويلة وهو لا يستطيع تقبل الأمر، وفي النهاية انتقل لإدارة أخرى في الشركة بمهام جديدة، ولكنه هذه المرة كان أكثر توازناً، فأصبح يخرج من العمل بمجرد انتهاء ساعات العمل الرسمية، ويقضي بقية اليوم بين أسرته وأصدقائه، ولم يعد مهووساً بمتابعة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل، فقد استوعب الآن أن الشخص عليه أن يوازن بين العمل والحياة الشخصية. فالعمل سيستمر بك أو بدونك؛ فلا تعطِ نفسك أهمية وهمية.