إذا كان العيد غداً

قد نصبح يوم غدٍ الثلاثاء ونحن في وضع جديد وتكون الليلة هي آخر ليلة من ليالي رمضان، اذا ثبتت رؤية هلال شوال، قد نصبح غدا وتكون مظاهر الحياة قد تغيرت بعد شهر من المشاعر الفياضة والروحانيات المتجلية، التي لا نستشعرها الا في شهر رمضان من كل عام، قد نصبح غدا مع مظاهر البهجة والسرور، والطِّيب والبَخور انه يوم عيد الفطر المبارك يوم الصفاء يوم النقاء، والقُرب مِن الأهل والأصدقاء، قد نصبح غدا ويكون العيد قد حل ونعيش يومه انه يوم التهنئة بنِعمة الصيام، ونِعمة القيام، وشُكر الكريم المنان. عيد الفطر هو اول اعياد المسلمين وهو أول يوم من أيام شهر شوال وهو أول يوم نفطر فيه بعد صيام شهر كامل ولذلك سمي بعيد الفطر، وتشير وثائق التاريخ ان اول عيد فطر احتفل به المسلمون في الإسلام كان في السنة الثانية للهجرة، وهو أول رمضان صامه المسلم فأصبح العيد مظهرا من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره المعظمة التي تنطوي على حكم عظيمة، ومعان جليلة، وأسرار بديعة لا تعرفها الأمم في شتى أعيادها. من عظمة العيد ان له معاني عظيمة وعديدة، يتجلى معناه الإنساني يوم تلتقي فيه قوة الغني، وضعف الفقير على محبة ورحمة وعدالة من وحي السماء، عنوانها الزكاة والإحسان والتوسعة، وفي معناه الديني شكر لله على تمام العبادة.يوم العيد في معناه الاجتماعي هو ايضا يوم الفقراء يلقاهم باليسر والسعة، ويوم الأرحام يجمعها على البر والصلة، ويوم المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور، ويوم الأصدقاء يجدد فيهم أواصر الحب ودواعي القرب، ويوم النفوس الكريمة تتناسى أضغانها، فتجتمع بعد افتراق، وتتصافى بعد كدر، وتتصافح بعد انقباض، وفي هذا كله تجديد للروابط الاجتماعية على أقوى ما تكون من الحب، والوفاء، والإخاء.اذا كان فرح العيد هو شعار المسلمين، فليس ذلك معناه هو عيد للعابثين ومتجاوزي الحدود، وليس عيد القاطعين لأرحامهم، والمتعالين في تصرفاتهم، العيد هو فرحة الطائع بطاعته، والمصلي بصلاته، والصائم بصيامه، والقائم بقيامه، والمتصدق بصدقته، العيد هو عيد البارِّ بوالدَيه، الواصل لرحمه، الباحث عن رضا ربه، العيد هو عيد مَن صام رمضان، يرجو الرضوان، والعِتق مِن النِّيران.العيد سكينة ووقار، وميدان استباق إلى الخيرات ومنافسة في المكرمات.. فكل عام وقيادتنا الرشيدة والشعب القطري كافة بألف خير وسلام. وسلامتكم.