15 سبتمبر 2025
تسجيلمن المؤكد بأن أبرز إنجاز يتذكره التاريخ الكروي العالمي عن اليونان هو عندما حققت لقب كأس أمم أوروبا عام 2004 في البرتغال، كواحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ "المستديرة" وذلك بعدما أطاحت وتخطت منتخبات تفوقها بالتاريخ وبالعراقة، عندما أسقطت البرتغال بقيادة (الشاب وقتها) كريستيانو رونالدو مرتين في الدور الأول، وفي المباراة الختامية حارماً إياه من التتويج بأول لقب أوروبي، ربما لن يتكرر.. بالاضافة الى تخطي منتخبات أخرى كفرنسا (التي كانت حاملة للقب آنذاك)، وجمهورية التشيك. لكن على الصعيد العالمي كان الظهور اليوناني خجولا للغاية من خلال مشاركتين فقط في مونديالي الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994 وجنوب إفريقيا عام 2010 إذ خرجت وقتها من الدور الأول، ليكون مونديال البرازيل الحالي هو الأفضل لليونان، حينما وصلت الى الثمن النهائي وسط تألق نجومها كقائد الفريق جيورجرس كاراغونيس (وكان الذي أعلن اعتزاله بعد المونديال، وكان من اللاعبين القلائل الحاليين المتوجين بلقب "يورو 2004"، الحارس أورسيتيس كارنازيس (حارس غرناطة الإسباني )، سقراط بابا ستاثو بوليس (الذي سجل الهدف الوحيد أمام كوستاريكا)، جورجوس ساماراس (صاحب هدف التأهل الى الدور الثاني أمام ساحل العاج) وغيرهم. لكن أمام هذا الظهور اللافت في المونديال، أعطى اليونانيون درسا آخر الى كل المنتخبات المشاركة، والتي هدد البعض من لاعبيها كالكاميرون، غانا (وتمرد بعض نجومها) وغيرها من المنتخبات بعدم لعب المباريات وعدم المشاركة؛ إن لم يتلقَّوا مستحقاتهم ومكافآتهم المالية فيما على العكس تماما، رفض اليونانيون أن تعطى لهم المكافآت من قبل حكومتهم، مبررين بأنهم لعبوا لأجل الشعب اليوناني ولأجل بلدهم الذي مر بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه عام 2009، بسبب الإنفاق الكبير بالموازنة القومية، ومن بينها تبعات استضافة أولمبياد أثينا عام 2004، ليطالب بعض الأوروبيين بإخراج اليونان من الاتحاد الأوروبي، لما لذلك من تأثير مباشر على الاقتصاد الأوروبي، وكان طلب اللاعبين الوحيد هو إنشاء ملعب للتدريب لكي تستفيد منه المنتخبات الوطنية. أمام ذلك استطاع اليونانيون بكل تاريخهم وحضارتهم أن يعطوا درساً، في الولاء لبلدهم.. إلى كل من نسي الولاء للوطن.