30 أكتوبر 2025

تسجيل

شبابنا وفرصة ذهبية في الصيف

04 يوليو 2011

خرج فرحاً نشيطاً مفتخراً بنفسه أنه وصل للسن التي يمكن أن يعمل فيها وتتاح له الفرصة لأن يكون موظفا وهو ما زال على مقاعد الدراسة، فهو سيكون عوناً لأسرته التي أرهقت من متطلبات الحياة، واحتياجاته وأخوته، فقد قبل في إحدى الوزارات للعمل خلال الصيف، وهي الفرصة التي أتاحتها الدولة للشباب حتى يقضي على وقت الفراغ بعد شهور الدراسة، وحتى يكتسب خبرة تؤهله لمواجهة ظروف العمل بعد التخرج من الجامعة والتكيف معها. لقد توزع العديد من الشباب في مواقع العمل المختلفة التي وفرت هذه الفرصة الثمينة، وقدمت لها الحوافز المجزية التي تساعد الشباب على تحمل مسؤولية أنفسهم وتقليلها على أسرهم. فالشباب خلال فترة الإجازة الصيفية يحتارون في كيفية قضائها، خاصة ممن لا تتاح لهم فرصة السفر للخارج والترفيه عن أنفسهم في رحلة ما، كما أن الشباب يعانون معاناة كبيرة في وجود أماكن تساعدهم على الانضمام إليها وتقدم لهم الحوافز المعنوية قبل المادية حتى تكون لهم فرصة لاستخراج مكنونات أنفسهم، وتراهم يقضون الوقت في التسكع في المجمعات التجارية وامتطاء السيارات والدراجات في الشوارع والكثبان الرملية، والطلبات التي لا تنتهي من الأهل لشراء الذي يحتاجونه أم لا، بالإضافة إلى أهم نقطة وهي البعد عن السهر مع الرفاق وما أكثر رفاق السوء!! الذين قد يجرونهم إلى المفاسد والأخطاء التي تحدق بالشباب من يمينهم وشمالهم. لقد فعلت الدولة خيراً في ذلك، وقد ارتاح الأهل من الحيرة في وجود أماكن تحمي شبابهم من الفراغ، فكل أسرة تأمل من شبابها الخير والدراسة التي تؤهلهم للوظيفة المثالية التي تساعدهم على منفعة أنفسهم قبل غيرهم، والشباب عماد المستقبل والقوة التي تعتمد عليها الدولة في رفع شأنها، ولذا فالأعداء يحاولون العبث مع هذه القوة بما بثته من سموم من خلال وسائل الإعلام والاتصال التي أصبحت أدوات في أيدي شبابنا أدمنوا على استخدامها والتعامل معها، وللأسف بعض من هؤلاء الشباب أصبحوا لا يفرقون بين الغث والسمين، فأسرفوا على أنفسهم بمثل هذه الأدوات، وأنفقوا كل ما يقع في أيديهم من أموال في شراء مثل هذه الأدوات لدرجة أن البيت أصبح يمثل محلا مليئا بأدوات الاتصال الحديثة، ومن ثم تفنن الأعداء في اختراع ما يمكن أن يلهي شبابنا ويجعلهم ألعوبة في أيديهم، بالإضافة إلى ما قد وصل إلى الشباب من المسكرات والمخدرات التي نحمد الله عز وجل أن نسبة قليلة من الشباب يسير في ركابها، والله يكفي الشباب من خطر هذه السموم الخطيرة، خاصة أن دولتنا الغالية معتمدة على القوة البشرية في خطط التنمية والتي هي أهم قوة لأنها هي التي تستخدم القوى الأخيرة في تنمية مجتمعها، وهي العقل المفكر والمثقف الذي يضع الخطط الحكيمة لخدمة هذا الوطن الغالي الذي لم يبخل ولن يبخل على أبنائه من أجل رفعتهم وتفوقهم واكتسابهم الخبرات والمعارف أينما وجدوا، وتحاول أن توفر كل الامكانيات في سبيل إبعادهم عن كل شر. فتحية صادقة من القلب للقيادة الحكيمة لهذا البلد التي أصرت على وضع مثل هذه الخطوة لخدمة شبابنا ولكل مسؤول يقوم بواجباته تجاههم.