11 سبتمبر 2025

تسجيل

إجابة لسؤال الطفل أبوجزر

04 يونيو 2024

(حضروا واستنفروا مؤسسات حقوق الحيوان وفرق إنقاذ لأجل قطة أصيبت في حادث على الطريق إصابة خفيفة في قدمها ولم تستطع مذابح غزة ومجازرها تحريك كراسي وفرق الإنقاذ في منظمات حقوق الإنسان وحقوق الطفل وحقوق المرأة) هذا كلام والله إنه ليس كلامي إن كنتم تريدون الحقيقة التي نقولها دائما وتستخفون بها ولكنه كلام صدر من الطفل رمضان أبو جزر الذي استضافته قناة الجزيرة بعد تعافيه وهو كان من ضمن الأطفال الذين استطاعت الدوحة إجلاءهم من قطاع غزة للعلاج في مستشفياتها بجانب رجال ونساء قامت قطر مشكورة ومن باب الوازع الإنساني والأخلاقي والديني التي تمتلكه بكل شفافية وإيمان برسالتها ودورها بعلاجهم والتكفل بهم معيشة وإقامة واستطاعت بحمد الله أن تنقذهم من الموت بفضل من الله أولا ثم بفضل قيادتنا الحكيمة التي سارت وتسير مساعيها حتى هذه اللحظة لوقف شلال الدم الفلسطيني في غزة ووقف هذه الحرب الشعواء الإسرائيلية على أهالي غزة وإنقاذ من تبقى منهم أحياء وفضل الطواقم الطبية التي أسهمت بلا شك في علاج هؤلاء والسهر على متابعة أوضاعهم الصحية التي كانت في معظمها تتطلب رعاية مكثفة وعناية مركزة ولا يزال منهم من هو تحت مظلة هذه العناية ونسأل الله لهم ولشعب غزة وفلسطين عموما السلامة دائما بإذن الله. أعود لهذا الطفل الفلسطيني المفوه الذي خرج في مقطع تلفزيوني أذاعته قناة الجزيرة من خلال الجزيرة مباشر وهو يرافق المذيع المصري المتميز أحمد طه الذي خرج في مناسبات عدة وهو يغالب دموعه وهو يعلق على مشاهد الموت في غزة ويتلقى مكالمات ورسائل حية تصف المشهد الدموي الذي يعيشه القطاع منذ أكثر من 8 شهور واستطاع أن يستضيف هذا الشبل الفلسطيني الذي استجاب لدعوة المذيع طه في قول كلمة أخيرة يريد أن يوجهها للعالم في ختام اللقاء ليقول أبو جزر ما نقلته عنه في أول سطور هذا المقال وقد بدا متعجبا من تحريك قوافل الإنقاذ في العالم معداتها وعتادها لإنقاذ الحيوانات التي تتعرض وتنتشر مقاطع تعرضها لمكروه ما أو إصابات بينما ما يجري في غزة من فظائع وجرائم وقتل ممنهج ووحشي لأطفال ونساء وشيوخ وشباب ورجال تنتشر مشاهدهم على مرأى ومسمع من العالم كله لاسيما منظمات حقوق الطفل والمرأة والإنسان ولم يستدر كرسي نافذ لوقف عجلة القتل والإبادة الجماعية التي تُسرّعها إسرائيل كلما نهض العالم مرعوبا ومنددا بها ومن عدوانية قوات الاحتلال ضد شعب أعزل لا ناقة له ولا جمل في أحداث السابع من أكتوبر الماضي وكأن كل هؤلاء عالة على هذا العالم المتناقض يجب التخلص منهم بلا هوادة أو رحمة أو كأن هذه المنظمات التي تُسمع كلمة (حقوق الحيوان) منها هي في منأى عن أن تستنهض نفسها العاجزة وتنقذ الإنسان والمرأة والطفل في غزة المدمرة أرضا وشعبا. واسمحوا لي أن أخاطب هذا الطفل وألخص له إجابة موجزة وهي إن كل هذه المنظمات يا بني لا يمكن أن تجيبك ليس لأن الحيوان أهم لديها من الإنسان لأنه حتى الحيوان في غزة يعاني قتلا وألما وجوعا وعطشا وحياة مريعة كما يعيش كل ذلك شعب غزة ولكن الأمر يمكن أن تقيسه بمقارنة بسيطة بين شعب أوكرانيا وشعب غزة على سبيل المثال لا الحصر لتعرف أن قيمة الإنسان هناك أكبر وأغلى من قيمة الإنسان لدينا وأن الأمر يجري على حساب الهوية والوطن والجغرافيا والدين واللغة و..و..إلخ وإلا لما اجتمعت أوروبا ومعها أمريكا لنجدة أوكرانيا من افتراس الدب الروسي لها وتترك فلسطين التي يجثم عليها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 72 عاما ارتكب العشرات من المجازر والجرائم والاغتيالات وأقام آلاف المستوطنات ونسب لنفسه وطنا وأرضا وهوية وتاريخا ومع هذا تجد نفس الألم مستكينا بلا ردة فعل أمام مأساة غزة الآن لذا لا تتعب نفسك الصغيرة التي شاخت ألما ووهنا وبكت تعبا وحرمانا من سؤال يمكن أن يزعج (حقوق الحيوان) إن سمعوا به !.